169

Al-Hikmah fi Al-Da'wah ila Allah Ta'ala

الحكمة في الدعوة إلى الله تعالى

Daabacaha

وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد

Lambarka Daabacaadda

الأولى

Sanadka Daabacaadda

١٤٢٣هـ

Goobta Daabacaadda

المملكة العربية السعودية

Noocyada

٢ - موقفه ﷺ مع الأعرابي الذي أراد قتله: روى البخاري ومسلم، عن جابر بن عبد الله ﵄ قال: غزونا مع رسول صلى الله عليه غزوة قِبَل نجد (١) فأدركنا رسول الله ﷺ في واد كثير العضاه، فنزل رسول الله ﷺ تحت شجرة، فعلق سيفه بغصن من أغصانها، قال: وتفرق الناس في الوادي يستظلون بالشجر، قال: فقال رسول الله ﷺ: «إن رجلا أتاني وأنا نائم، فأخذ السيف، فاستيقظت وهو قائم على رأسي، فلم أشعر إلا والسيف صلتا (٢) في يده، فقال لي، من يمنعك مني؟ قال: قلت: الله، ثم قال في الثانية: من يمنعك مني؟ قال: قلت الله، قال: فشام السيف (٣) فها هو ذا جالس»، ثم لم يعرض له رسول الله ﷺ (٤) الله أكبر، ما أعظم هذا الخلق! وما أكبر أثره في النفس! أعرابي يريد قتل النبي ﷺ ثم يعصمه الله منه، ويمكِّنه من القدرة على قتله، ثم يعفو عنه! إن هذا لخلق عظيم، وصدق الله العظيم إذ يقول للنبي ﷺ: ﴿وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ﴾ [القلم: ٤] (٥) وهذا الخلق الحكيم قد أثر في حياة الرجل، وأسلم بعد ذلك، فاهتدى به خلق كثير (٦).

(١) وقع في رواية البخاري التصريح باسمها " ذات الرقاع"، انظر: البخاري مع الفتح ٧/ ٤٢٦.
(٢) والسيف صلتا: أي مسلولا. انظر: شرح النووي ١٥/ ٤٥.
(٣) شام السيف: أي رده في غمده. انظر: المرجع السابق١٥/ ٤٥.
(٤) البخاري مع الفتح، كتاب الجهاد، باب من علق سيفه بالشجر في السفر عند القائلة، ٦/ ٩٦، ٩٧، وكتاب المغازي، باب غزوة ذات الرقاع، ٧/ ٤٢٦، ومسلم، واللفظ له، كتاب الفضائل، باب توكله على الله- تعالى-، وعصمة الله- تعالى- له من الناس، ٤/ ١٧٨٦، ١/ ٥٧٦، وأحمد ٣/ ٣١١، ٣٦٤. وانظر: الأخلاق الإسلامية وأسسي للميداني فقد ذكر رواية مطولة عزاها لأب بكر الإسماعيلي في صحيحه ٢/ ٣٣٥.
(٥) سورة القلم، الآية ٤.
(٦) انظر: فتح الباري٧/ ٤٢٨، وشرح النووي على مسلم ١٥/ ٤٤، وذكر ابن حجر والنووي في هذا الموضع أن اسم الأعرابي: غورث بن الحارث، بل ذكره البخاري في صحيحه برقم ٤١٣٦.

1 / 185