تابع الغدوة ثم جاء يومًا وبه أثر صُفرة، فقال النبي ﷺ: "مَهْيَم؟ " (١) قال: تزوجت امرأة من الأنصار، فقال: "ما سقت فيها؟ " قال: وزن نواة من ذهب، أو نواة من ذهب، فقال: "أولم ولو بشاة» (٢). وهذه المؤاخاة حكمة فذة، وسياسة صائبة، وحل رائع لكثير من المشاكل التي كان يواجهها المسلمون.
٤ - التربية الحكيمة: وقد كان ﷺ يتعهدهم بالتعليم والتربية وتزكية النفوس، والحث على مكارم الأخلاق، ويؤدبهم بآداب الود والإخاء والمجد والشرف والعبادة والطاعة (٣) فقد كان يقول ﷺ: «يا أيها الناس: أفشوا السلام، وأطعموا الطعام، وصلوا بالليل والناس نيام، تدخلوا الجنة بسلام» (٤) ويقول: «لا يدخل الجنة من لا يأمن جاره بوائقه» (٥) «المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده» (٦).
(١) مَهْيَم: كلمة استفهام، أي: ما حالك، وما شأنك؟ انظر: القاموس المحيط، باب الميم، فصل الميم، ص ١٤٩٩.
(٢) البخاري مع الفتح، كتاب مناقب الأنصار، باب إخاء النبي-ﷺ بين المهاجرين والأنصار، ٧/ ١١٢، حديث رقم٣٧٨٠، ٣٧٨١، واللفظ من الموضعين، وانظر: باب كيف آخى النبي ﷺ بين أصحابه، في الكتاب السابق نفسه.
(٣) انظر: الرحيق المختوم ص ١٧٩، ١٨١، ٢٠٨، والتاريخ الإسلامي، لمحمود شاكر٢/ ١٦٥.
(٤) أخرجه الترمذي في كتاب صفة القيامة، باب حدثنا محمد بن بشار٤|٦٥٢، وقال: هذا حديث صحيح، وابن ماجه، كتاب الأطعمة، باب إطعام الطعام٢/ ١٠٨٣، والدارمي١/ ١٥٦، وأحمد١/ ١٦٥ / ٣٩١ وانظر: صحيح الترمذي، ٢/ ٣٠٣.
(٥) مسلم في كتاب الإيمان، باب تحريم إيذاء الجار، ١/ ٦٨.
(٦) البخاري مع الفتح، في كتاب الإيمان، باب أي الإسلام أفضل١/ ٥٤، ومسلم كتاب الإيمان، باب بيان تفاضل الإسلام وأي أموره أفضل١/ ٦٥، واللفظ له.