Al-Hikmah fi Al-Da'wah ila Allah Ta'ala

Sa'id bin Wahf al-Qahtani d. 1440 AH
149

Al-Hikmah fi Al-Da'wah ila Allah Ta'ala

الحكمة في الدعوة إلى الله تعالى

Daabacaha

وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد

Lambarka Daabacaadda

الأولى

Sanadka Daabacaadda

١٤٢٣هـ

Goobta Daabacaadda

المملكة العربية السعودية

Noocyada

للنبي ﷺ قالها ثلاث مرات- فقال رسول الله لمجير: فأي رجل فيكم عبد الله بن سلام؟ قالوا: ذاك سيدنا وابن سيدنا، وأعلمنا وابن أعلمنا، قال: أفرأيتم إن أسلم؟ قالوا: حاشا لله ما كان ليسلم، قال: أفرأيتم إن أسلم؟ قالوا: حاشا لله ما كان ليسلم، قال: أفرأيتم إن أسلم؟ قالوا: حاشا لله ما كان ليسلم، قال: يا ابن سلام اخرج عليهم، فخرج، فقال: يا معشر اليهود، اتقوا الله فوالله الذي لا إله إلا هو إنكم لتعلمون أنه رسول الله، وأنه جاء بحق، فقالوا: كذبت، [شرنا، وابن شرنا]، ووقعوا فيه» (١). وهذه أول تجربة تلقاها رسول الله ﷺ من اليهود عند دخول المدينة (٢). ومن حسن سياسته ﷺ أنه وافق على إخفاء عبد الله بن سلام حتى يسأل اليهود عن مكانته بينهم، وعندما أثنوا عليه، ورفعوا من قدره أمره بالخروج فخرج وأعلن شهادته، وأظهر ما كان يكتمه اليهود من صدق النبي ﷺ ثم ضبطهم ﷺ بالمعاهدة التي ستأتي. ٣ - المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار: كما قام النبي ﷺ بالبدء ببناء المسجد ودعوة اليهود إلى الإسلام، قام ﷺ بالمؤاخاة بين المهاجرين والأنصار، وهذا من الرشد، والكمال النبوي، والنضج السياسي، والحكمة المحمدية (٣). آخى بينهم ﷺ في دار أنس بن مالك، وكانوا تسعين رجلا، نصفهم

(١) البخاري مع الفتح، في كتاب أحاديث الأنبياء ٦/ ٣٦٢، وفي كتاب مناقب الأنصار٧/ ٢٥٠، ٧/ ٢٧٢، والألفاظ من المواضع الثلاثة، وانظر أيضًا. البخاري مع الفتح ٨/ ١٦٥، والبداية والنهاية ٣/ ٢١٠. (٢) انظر: الرحيق المختوم ص١٧٥، وهذا الحبيب يا محب ص ٧٥، وفقه السيرة لمحمد الغزالي ص ١٩٨، والتاريخ الإسلامي لمحمود شاكر٢/ ١٧٣. (٣) انظر: هذا الحبيب يا محب، لأبي بكر الجزائري ص ١٧٨.

1 / 165