الهبات السنية العلية على أبيات الشاطبية الرائية

Mulla Ali al-Qari d. 1014 AH
68

الهبات السنية العلية على أبيات الشاطبية الرائية

الهبات السنية العلية على أبيات الشاطبية الرائية

Baare

أطروحة دكتوراة - قسم الكتاب والسنة، كلية الدعوة وأصول الدين، جامعة أم القرى ١٤٢٢ هـ

Daabacaha

دار طيبة الخضراء للنشر والتوزيع

Lambarka Daabacaadda

الأولى

Sanadka Daabacaadda

١٤٣٩ هـ - ٢٠١٨ م

Goobta Daabacaadda

مكة المكرمة

Noocyada

آخره" (^١) (^٢)، ولا يخفى أن هذا المعنى لا يلائم المقام؛ لقوله ﷺ: (خير القرون القرن الذي أنا فيهم)، ولا يلزم منه التسوية بين الصحابة وغيرهم على ما صرح به الجعبري (^٣). وأما الجمع بين الحديثين؛ فقيل المراد بالثاني؛ خفض العيش وسعة الحال وكثرة الأرزاق والأموال؛ فإن الله تعالى فتح على هذه الأمة في أول الوهلة أقطار البلاد من الأمصار، وأباحهم أموال الأمم ومساكنهم ونساءهم، وملَّكهم رقابهم، وكذلك يقع في آخر الأمر حيث تتَّسعُ (^٤) البركاتُ وتتضاعفُ الخيراتُ كما ورد في الحديث عند نزول عيسى ﵇ (^٥)، وقيل عدم الدراية (^٦)؛ من حيثِيَّةِ الإيمانِ الغيبِيِّ الحاصلِ للمتأخرين؛ بخلافِ الإيمانِ الشهوديِّ الواصلِ

(^١) رواه الترمذي ك: الأمثال عن رسول الله (٢٨٦٩) بلفظ (مثل أمتي مثل المطر). وأحمد في مسند أنس بن مالك رقم (١١٩١٨) بلفظ (إن مثل أمتي مثل المطر)، وبلفظ (مثل أمتي) (١٢٠٥٢) حديث عمار بن ياسر (١٨٤٠٢)، وجزم ابن القيم في أعلام الموقعين ٢/ ٣٥٨ بنسبته إلى النبي ﷺ وقال ابن حجر في الفتح ٧/ ٦: (وهو حديث حسن له طرق قد يرتقي بها إلى الصحة)، وقال الألباني في السلسلة الصحيحة ٥/ ٣٥٨ رقم (٢٢٨٦): (روي من حديث أنس وعمار بن ياسر وعبد الله بن عمر وعلي بن أبي طالب وعبد الله بن عمرو، … وذكر طرقها ثم قال (وبالجملة فالحديث صحيح بلا ريب بمجموع هذه الطرق). (^٢) انظر: (الوسيلة إلى كشف العقيلة صـ ٢٥). (^٣) انظر: الجميلة صـ ٢١ ولفظه (ولما فيه من احتمال التسوية بين الصحابة ومن بعدهم). (^٤) كذا في (س) و(ل) و(بر ١)، وفي (ز ٤) و(ص) "مساكنهم ونسائهم … حيث يتسع البركات"، وفي (ز ٨) " مساكنهم ونسايهم … حيث تتبع البركات". (^٥) لعله يشير إلى قوله ﷺ الذي في صحيح مسلم (٤/ ٢٢٥٤) برقم: (٢٩٣٧) (… فيرغب نبي الله عيسى وأصحابه إلى الله، فيرسل الله طيرا كأعناق البخت فتحملهم -أي يأجوج ومأجوج- فتطرحهم حيث شاء الله، ثم يرسل الله مطرا لا يَكُنُّ منه بيت مدر ولا وبر، فيغسل الأرض حتى يتركها كالزلقة، ثم يقال للأرض: أنبتي ثمرتَكِ، ورُدِّي بركتَكِ، فيومئذ تأكل العصابة من الرمانة، ويستظلون بقحفها، ويبارك في الرِّسْل؛ حتى أن اللِّقحة من الإبل لتكفي الفئام من الناس، واللِّقحة من البقر لتكفي القبيلة من الناس واللِّقحة من الغنم لتكفي الفخذ من الناس …). (^٦) المذكورة في قوله ﷺ: "لا يُدْرَى".

1 / 72