أكبر، وسبحان الله، والحمد لله، ولا حول ولا قوة إلاّ بالله» ١.
وأثر ابن المسيب هذا يوهم أنَّ " الباقيات الصالحات " محصورةٌ في هؤلاء الكلمات الخمس، والذي عليه المحققون من أهل العلم أنَّ " الباقيات الصالحات" هنّ جميع أعمال الخير، كما جاء عن ابن عباس ﵄ في قوله: ﴿وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَات﴾ قال: «هي ذكر الله، قول لا إله إلاّ الله، ولا حول ولا قوة إلاّ بالله، وأستغفر الله، وصلى الله على رسول الله، والصيام والصلاة والحج والصدقة والعتق والجهاد والصلة وجميع أعمال الحسنات وهن الباقيات الصالحات، التي تبقى لأهلها في الجنة ما دامت السموات والأرض» ٢.
٣ – إخبار النبي ﷺ أنَّها كنزٌ من كنوز الجنة.
فقد روى البخاري ومسلم عن أبي موسى الأشعري ﵁ قال: كنا مع النبي ﷺ في سفر فكنا إذا علونا كبّرنا، وفي رواية: فجعلنا لا نصعد شرفًا ولا نعلو شرفًا ولا نهبط في واد إلاّ رفعنا أصواتنا بالتكبير، فقال النبي ﷺ:" أيها الناس اربعوا على أنفسكم فإنَّكم لا تدعون أصمَّ ولا غائبًا، ولكن تدعون سميعًا بصيرًا"، ثم أتى عليّ وأنا أقول في نفسي: لا حول ولا قوة إلاّ بالله، فقال: "يا عبد الله بن قيس، قل: لا حول ولا قوة إلاّ بالله فإنَّها كنزٌ من كنوز الجنة"، أو قال:" ألا أدلك على كلمة هي كنزٌ من كنوز الجنة؟ لا حول ولا قوة إلاّ بالله " ٣.
قال بعض أهل العلم في التعليق على هذا الحديث: «كان عليه [الصلاة و] السلام معلِّمًا لأمته فلا يراهم على حالة من الخير إلاّ أحبّ لهم الزيادة،فأحب للذين رفعوا أصواتهم بكلمة الإخلاص والتكبير أن يضيفوا إليها التبري من
١ المصدر السابق (١٥ / ٢٥٦) .
٢ المصدر السابق مع الجزء والصفحة نفسها.
٣ صحيح البخاري (رقم:٤٢٠٥، ٦٣٨٤)، وصحيح مسلم (رقم: ٢٧٠٤) .