164

Al-Hadith wal-Muhaddithun

الحديث والمحدثون

Lambarka Daabacaadda

الأولى ١٣٧٨ هـ

Sanadka Daabacaadda

١٩٥٨ م مطبعة مصر شركة مساهمة مصرية

Noocyada

كلمة الختام في راوية الإسلام:
وبعد فقد طفحت كتب المبتدعة والمستشرقين، وأعداء الدين، ومن تتلمذ لهم من جهلة المسلمين المأجورين، قدما وحديثا بالكيد للإسلام في أشخاص أصحاب رسول الله ﷺ، ولا سيما أبو هريرة راوية الإسلام الأول.
وفي هذه الأزمان المتأخرة، ظهرت شرذمة من أدعياء العلم والخلق التافهين، جمعوا كناسة العصور كلها من الطعون والأزراء على صحابة رسول الله ﷺ عامة، وأبي هريرة خاصة، يريدون ليهدموا ركنا شامخا من أركان الدين، وأصلا وطيدا من أصوله، ألا وهو سنة سيد المرسلين ﷺ، فلم يكتفوا بما أوردناه من مزاعمهم الباطلة، ولكنهم ضموا إليها تافها من القول وزورا، ولا بأس أن نذكر لك شيئا منها مع الرد عليها بإيجاز فنقول:
١- زعموا أنأبا هريرة إنما أسلم حبا في الدنيا لا رغبة في الدين.
وهذه دعوى يكذبها ما كان عليه أبو هريرة من التقشف، والانقطاع إلى العلم والعبادة، والجهاد في سبيل الله، والتفاني في تبليغ أحاديثه ﷺ.
٢- وزعموا أن أبا هريرة كان خفيف الوزن في العلم، والفقه وهذا محض افتراء على التاريخ، والواقع قال ابن سعد: كان ابن عباس وابن عمر، وأبو سعيد الخدري وأبو هريرة، وعبد الله بن عمرو بن العاص وجابر ورافع بن خديج وسلمة بن الأكوع، وأبو واقد الليثي وعبد الله بن بحينة مع أشباه لهم من أصحاب رسول الله ﷺ يفتون بالمدينة، ويحدثون عن رسول الله ﷺ من لدن توفي عثمان إلى

1 / 167