121

Al-Hadith wal-Muhaddithun

الحديث والمحدثون

Lambarka Daabacaadda

الأولى ١٣٧٨ هـ

Sanadka Daabacaadda

١٩٥٨ م مطبعة مصر شركة مساهمة مصرية

Noocyada

القرآن خشية التباسه بغيره، والإذن بالكتاب كان في غير ذلك الوقت. أو أن النهي كان عن كتابة غير القرآن مع القرآن في صحيف واحدة، والإذن كان بكتاب ذلك متفرقا حتى يؤمن الالتباس. أو يقال: كان النهي عن الكتابة متقدما لخوف التباس القرآن بالحديث، أو لخوف الاتكال على الكتاب، وإهمال الحفظ، أو غير ذلك، وكان الإذن متأخرا ناسخا للنهي السابق، عند أمن اللبس، أو عدم الخوف من الاتكال على المكتوب.
على أن بعض العلماء يرى أن حديث أبي سعيد هذا، موقوف عليه وليس من كلام النبي ﷺ قال ذلك البخاري وغيره.
وعلى أي حال، فإن الحديث لم يكتب في زمن النبي ﷺ، على النحو الذي كتب عليه القرآن، فلم يأمر النبي أحدا من كتاب الوحي بكتابة حديثه، وإن وجد من بعض الأفراد كتابة شيء فذلك قليل جدا، وقد كان جل اعتمادهم على الحفظ كما رأيت.
ثم إننا لو لم نلتف إلى قول بعض العلماء في وقف حديث أبي سعيد، وقلنا برفعه إلى النبي ﷺ، فإن الذي نميل إليه، ونستظهره هو أن آخر الأمرين من رسول الله ﷺ، هو الإذن بكتابة الحديث، ودليلنا على ذلك:
أولا: ما رواه البخاري عن ابن عباس أنه قال: "لما اشتد بالنبي ﷺ وجعه، قال: "ائتوني بكتاب أكتب لكم كتاا لا تضلوا بعده ... الحديث "، فقد هم النبي ﷺ، أن يكتب لأصحابه كتابا حتى لا يختلفوا من بعد، والنبي ﷺ لا يهم إلا بحق، فهذا منه ﷺ نسخ للنهي السابق في حديث أبي سعيد.

1 / 124