119

Al-Hadith wal-Muhaddithun

الحديث والمحدثون

Lambarka Daabacaadda

الأولى ١٣٧٨ هـ

Sanadka Daabacaadda

١٩٥٨ م مطبعة مصر شركة مساهمة مصرية

Noocyada

القرآن متفرقا على حسب الحوادث والأسئلة، فكانت الآية تنزل على النبي ﷺ، فيأمر كاتب الوحي بكتابتها في موضع كذا من سورة كذا، وقد مكث الأمر على هذا الحال ثلاثة وعشرين عاما "على أحد الأقوال"، من يوم مبعث النبي ﷺ، إلى أن توفاه الله.
هل كتب الحديث في حياة النبي، ﷺ كما كتب القرآن؟:
حكمة النهي عن كتابة الحديث:
نزل القرآن كما قدمنا لك منجما آية آية وسورة سورة، واتخذ النبي ﷺ لكتابته أفرادا من الصحابة. والقرآن الكريم، وإن امتاز عن سائر كلامالبشر بجزالة المعنى، وفخامة اللفظ، وحسن السياق، وكما النظم، الأمر الذي أعجز البلغاء عن محاكاته، فخروا لبلاغته ساجدين، فإنه مع ذلك قد يلتبس الأمر على من ليسوا من فرسان البلاغة، إذ يشته عليهم الآية من القرآن بالحديث من كلام رسول الله ﷺ، فدفعا لهذا الاشتباه، ومنعا للوقوع في خطر التغيير والتبديل، الذي وقع فيه أهل الكتاب من اليهود والنصارى من قبل، منع رسول الله ﷺ من كتابة السنن، وتدوين الأحاديث، حتى يتسع المجال أمام القرآن، ويأخذ مكانه من الحفظ والكتابة معا، وحتى يثبت في صدور الحفاظ، وتألفه أسماعهم، وبذلك يزول خطر الالتباس. لذلك نهى النبي ﷺ عن كتابة الحديث. روى مسلم في صحيحه عن أبي سعيد الخدري، عن النبي ﷺ أنه قال: "لا تكتبوا عني شيئًا غير القرآن، ومن

1 / 122