ويروون أن هذه العقيدة التي تنسب الجهل إلى الله ﷿، هي من تعظيم الله ﷿.
ففي رواياتهم: «ماعبد الله بشيء مثل البداء» و«ما عظم الله بشيء بمثل البداء» (١)
وقد كثر التترس بهذه العقيدة في موضوع المهدي، إذ تكررت البشارات بظهوره، واقتراب الفرج بخروجه، ولكن يأبى الله الذي لا يطلع على غيبه أحدا إلا إكذاب هذه الدعوات، ومع ذلك فلا حرج على الإمام، فإنه كان قد اطلع على اللوح المحفوظ فأخبر صادقا بما سيقع، لكن الله بدا له، فمحا وأثبت.
وكانت البشارات تضرب لآجال قريبة في بادئ الأمر.
فقد قال أبو جعفر: «ليس بين قيام القائم ﵇ وقتل النفس الزكية أكثر من خمس عشرة ليلة» (٢)
ثم زيد في المدة ...
فعن أبي حمزة الثمالي قال: سمعت أبا جعفر ﵇ يقول: «يا ثابت: إن الله ﵎ قد كان وقت هذا الأمر في السبعين، فلما أن قتل الحسين صلوات الله عليه اشتد غضب الله تعالى على أهل الأرض، فأخره إلى أربعين وومائة، فحدثناكم فأذعتم الحديث فكشفتم قناع الستر ولم يجعل الله له بعد ذلك وقتا عندنا ويمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب» (٣).
(١) انظر الروايتين في الكافي ج١ ص ١٤٦ - ١٤٨
(٢) الإرشاد - الشيخ المفيد - ج ٢ - ص ٣٧٤
(٣) الكافي - الشيخ الكليني - ج ١ - ص ٣٦٨