Al-Burhan fi Wujuh al-Bayan

Ibn Wahb al-Katib d. 336 AH
76

Al-Burhan fi Wujuh al-Bayan

البرهان في وجوه البيان

Baare

د. حفني محمد شرف (أستاذ البلاغة، والنقد الأدبي المساعد - كلية دار العلوم، جامعة القاهرة)

Daabacaha

مكتبة الشباب (القاهرة)

Goobta Daabacaadda

مطبعة الرسالة

Noocyada

والمبالغة تنقسم قسمين: أحدهما في اللفظ، والآخر في المعنى، فأما المبالغة في اللفظ فتجرى مجرى التأكيد، كقولنا: رأيت زيدًا نفسه، وهذا هو الحق بعينه، فتؤكد زيدًا بالنفس والحق بالعين، وإن كان قولك: هذا زيد وهذا هو الحق قد أغناك عن ذكر النفس والعين، ولكن ذلك مبالغة في البيان. ومنه قول الشاعر: (ألا حبذا هند، وأرض بها هند ... وهند أتى من دونها النأي والبعد) (فذكر البعد بعد النأي - وهما شيء واحد - تأكيدًا ومبالغة). وأما المبالغة في المعنى: فإخراج الشيء أبلغ غايات معانيه، كقوله ﷿: ﴿وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ﴾ ولربما قالوا بأنه قد أقتر فقتر علينا، فبالغ الله ﷿ في تقبيح قولهم وإخراجه على غاية الذم. ومن المبالغة في المعنى قول الشاعر: (وفيهن ملهى للطيف ومنظر ... أنيق لعين الناظر المتوسم) فلم يرض من أن يكون فيهن ملهى، وإن كان ذلك مدحًا لهن حتى قال: اللطيف، لأن اللطيف لا يلهو إلا بفائق، وقال: ومنظر أنبق، وهذا في الوصف

1 / 123