10

Al-Burhan fi Wujuh al-Bayan

البرهان في وجوه البيان

Baare

د. حفني محمد شرف (أستاذ البلاغة، والنقد الأدبي المساعد - كلية دار العلوم، جامعة القاهرة)

Daabacaha

مكتبة الشباب (القاهرة)

Goobta Daabacaadda

مطبعة الرسالة

Noocyada

﴿أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ﴾ وقال الشاعر: (يا ربع بسرة بالجناب تكلم ... وأبن لنا خبرا ولا تستعجم) (مالى رأيتك بعد أهلك موحشا ... خلقا كحوض الباقر المهدم) فاستنطق ما لا ينطق بلسانه [لأنه أحواله مظهرة لبيانه]، وقال آخر فأجاب عن صامت غير مجيب لما ظهر من حاله للقلوب: (فأجهشت للتوباد حين رأيته ... وهلل للرحمن حين رآني) فقلت له: (أين الذين عهدتهم ... حواليك في عيش وخير زمان؟ !) فقال: (مضوا واستودعوني ديارهم ... ومن ذا الذي يبقى على الحدثان). وإنما تعتبر هذه الأشياء لمن اعتبر بها، وتتبين لمن طلب البيان منها، ولذلك جعل الله ﷿ الآية فيها لمن توسم وتفكر، وعقل وتذكر، فقال: ﴿إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ﴾، ﴿إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ﴾

1 / 57