البراهين القاطعة في شرح تجريد العقائد الساطعة

Jaafar Shariicat Madar Astarabadi d. 1263 AH
95

البراهين القاطعة في شرح تجريد العقائد الساطعة

البراهين القاطعة في شرح تجريد العقائد الساطعة

الهوية في قسم الهوية ، وباعتبار فرض أنها اللاهوية تكون مقابلة للهوية وقسيما لها ، ولا امتناع في كون الشيء قسما من الشيء وقسيما له باعتبارين ، على ما تقدم تحقيقه في باب الثبوت.

** قال

وإلا فلا ، ويكون صحيحه باعتبار مطابقته لما في نفس الأمر ؛ لإمكان تصور الكواذب ).

** أقول

الاعتبار ، فإذا حكم الذهن على الأشياء الخارجية بأشياء خارجية مثلها ، كقولنا :

« الإنسان حيوان في الخارج » وجب أن يكون مطابقا لما في الخارج حتى يكون حكم الذهن صحيحا ، وألا يحكم بالموجودات الخارجية على مثلها كأن حكم على الأمور العقلية بالأمور العقلية ، فلا يجب في صحة الحكم مطابقته للخارج لعدم اعتباره ، كما في النسبة السلبية ، فإنها لا تتوقف على وجود الطرفين ، بل لو تطابق فيها النسبة الحكمية والخارجية كان الحكم صحيحا ، وإلا لكان باطلا. فإن حكم على أشياء خارجية بأمور معقولة ، كقولنا : « الإنسان ممكن » ، أو حكم على الأمور الذهنية بأحكام ذهنية ، كقولنا : « الإمكان مقابل للامتناع » لم تجب مطابقته لما في الخارج ؛ إذ ليس في الخارج إمكان وامتناع متقابلان ولا في الخارج إنسان ممكن.

إذا تقرر هذا ، فنقول : الحكم الصحيح في هذين القسمين لا يمكن أن يكون باعتبار مطابقته لما في الخارج ؛ لما تقدم من أن الحكم ليس مأخوذا بالقياس إلى الخارج ، ولا باعتبار مطابقته لما في الذهن ؛ لأن الذهن قد يتصور الكواذب ؛ فإنا قد نتصور كون الإنسان واجبا مع أنه ممكن ، فلو كان صدق الحكم باعتبار مطابقته لما في الذهن ، لكان الحكم بوجوب الإنسان صادقا ، لأن له صورة مطابقة لهذا الحكم ، بل يكون باعتبار مطابقته لما في نفس الأمر.

** قال

Bogga 160