البراهين القاطعة في شرح تجريد العقائد الساطعة

Jaafar Shariicat Madar Astarabadi d. 1263 AH
19

البراهين القاطعة في شرح تجريد العقائد الساطعة

البراهين القاطعة في شرح تجريد العقائد الساطعة

للعلم بكلية الكبرى.

( أو ) الاستدلال بأن الوجود متصور بالكنه ، وحصول العلم منحصر في الضرورة والاكتساب ، والاكتساب إما بالحد أو الرسم ، والحد لا يكون إلا للمركب من الأجزاء ، والأجزاء إما وجودات فيحكم ( بتوقف الشيء على نفسه ، أو ) غير وجودات لا يحصل من اجتماعها الوجود ، فيلزم كون الوجود محض ما ليس بوجود ، وهو محال.

وإن حصل أمر زائد هو الوجود يلزم ( عدم تركب الوجود مع فرضه مركبا ) لكون التركيب في معروضه ، ( و) الرسم لا يفيد العلم إلا بعد العلم باختصاص الخارج بالمرسوم ، وهذا متوقف على العلم به ، وهو دور يقتضي ( إبطال الرسم ).

وكل واحد من الاستدلالين ( باطل ).

أما الأول : فلأنه إن أريد أن الحكم المذكور بجميع متعلقاته بديهي ، فهو ممنوع بل مصادرة. وإن أريد أن نفس الحكم بديهي ، فهو مسلم ، لكنه لا يثبت المدعى.

وأما الثاني ؛ فبالنقض والحل :

أما النقض فبسائر الماهيات ؛ لأن أجزاء البيت إما بيوت أو غير بيوت ، على نحو ما مر.

وأما الحل فباختيار أمر زائد على كل جزء ، وهو المجموع الذي هو نفس الوجود ، فلا يكون التركيب إلا فيه ، فالوجود محض المجموع الذي ليس شيء من أجزائه بوجود ، كما أن البيت محض الأجسام والهيئة التي ليس شيء منها ببيت.

وقال صدر الحكماء الإشراقيين في الشواهد الربوبية : « الوجود لا يمكن تصوره بالحد ولا بالرسم ولا بصورة مساوية له ؛ إذ تصور الشيء عبارة عن حصول معناه وانتقاله من حد العين إلى حد الذهن ، فهذا يجري في غير الوجود ، وأما في الوجود فلا يمكن ذلك إلا بصريح المشاهدة وعين العيان ، دون إشارة الحد والبرهان ، وتفهيم العبارة والبيان ، وإذ ليس له وجود ذهني فليس بكلي ولا جزئي ولا عام ولا خاص

Bogga 84