الأثر الثمين في نصرة عائشة ﵂ أم المؤمنين

Ahmad Mahmoud Al-Shawabkeh d. Unknown
100

الأثر الثمين في نصرة عائشة ﵂ أم المؤمنين

الأثر الثمين في نصرة عائشة ﵂ أم المؤمنين

Daabacaha

دار الفاروق للنشر والتوزيع

Lambarka Daabacaadda

الأولى

Sanadka Daabacaadda

١٤٢٣ هـ - ٢٠١٢ م

Goobta Daabacaadda

عمان

Noocyada

وجاء التَّعبير عن القذف بالرَّمي ثلاث مرَّات في ثلاث آيات مِن سورة النَّور، قَال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ (٤)﴾ [النّور]، وقَال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ (٦)﴾ [النّور]، وقال تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ (٢٣)﴾ [النّور] وهو من بلاغة القرآن؛ فإنَّ الكلمة إذا خرجت من اللِّسان لا يقوى اللِّسان على العودة بها أو ردِّها، فهي كالحجر ونحوه ممَّا يُرمى، فلا تعود اليْدُ قادرة على ردِّه. واتَّفق الفُقَهاءُ على تحريم القَذْفِ، وأنَّه من الكبائر، والأصل في تحريمه الكتاب والسُّنَّة، فمن الكتاب آيات بيِّنات، منها قوله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (٤)﴾ [النّور]، وقوله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (٢٣)﴾ [النّور]. واختلف العلماء فيمن نزلت هذه الآية على أقوال أربعة: الأوّل أنَّها نزلت في عائشة ﵂، والثَّاني: أنَّها في أزواج النَّبيِّ ﷺ، والثَّالث: أنَّها في المهاجرات، والرَّابع: أنَّها عامَّة في أزواج النَّبيِّ ﷺ وغيرهنَّ. وقوله تعالى: ﴿الْغَافِلَاتِ﴾ أي لا علم لهنَّ بما رمين به، كناية عن براءتهنَّ، وقوله: ﴿الْمُؤْمِنَاتِ﴾ فيه تشنيع على الَّذين يقذفونهنَّ كذبًا؛ لأن وصف الإيمان وازع لهنَّ عن الوقوع في هذا الإفك المفترى. ومن أدلَّة تحريمه من السُّنَّة قولُ النَّبِيِّ ﷺ: "اجْتَنِبُوا السَّبْعَ المُوبِقَاتِ، قَالُوا :

1 / 100