174

al-Asālib al-Badīʿa fī Faḍl aṣ-Ṣaḥābah wa-ʾIqnāʿ ash-Shīʿa

الأساليب البديعة في فضل الصحابة وإقناع الشيعة

Daabacaha

المطبعة الميمنية،مصر

Goobta Daabacaadda

على نفقة أصحابها مصطفى البابي الحلبي وأخويه

Noocyada

علي؟ أين الصعلوك من الملوك؟ بل أين الشياطين من الملائكة؟ لا تقسه على نفسك، رحمك الله، وقدر أنه لو كان ملء الأرض مثل معاوية، وكلهم اجتمعوا على إساءة أبي الحسن لا يعظم على سعة بحر مكارمه أن يفيض عليهم عفوه عن إسائتهم إليه، ولا يؤاخذهم بتعديهم عليه، شأن الكريم العظيم الذي لا يتنازل للانتقام من عدوه، ولا سيما إذا كان عدوه غير كفء له كمعاوية. بل والله الذي أعتقده وأجزم به أنه لو أساء إليه أهل الأرض جميعا لعفا عنهم، لا سيما والعفو هو الذي يرضي الله ورسوله. قال تعالى: ﴿وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى﴾. فصل (في أن عمرو بن العاص له من العذر ما لمعاوية) وأما عمرو بن العاص ﵁: فهو مثل معاوية في جميع ما قدمته، بل هو أفضل منه لأنه أسلم قبل الفتح وهاجر إلى النبي ﷺ مع خالد بن الوليد. فقابله ﷺ مقابلة حسنة وأمره على جيش فيه أبو بكر وعمر، وكان من أجلاء الصحابة وعقلائهم المنظور إليهم في عهد رسول الله ﷺ. فمهما تقدم في شأن معاوية وكثرة فضله بالنسبة إلى من بعده

1 / 174