Al-Ajwibah Al-Mufidah Limahimat Al-Aqidah
الأجوبة المفيدة لمهمات العقيدة
Daabacaha
مكتبة دار الأرقم
Lambarka Daabacaadda
الأولى
Sanadka Daabacaadda
١٤٠٢ هـ - ١٩٨٢ م
Goobta Daabacaadda
الكويت
Noocyada
الأجوبة المفيدة لمهمات العقيدة
الشيخ عبد الرحمن الدوسري
Bog aan la aqoon
مقدمة الناشر
الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا. من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.
أما بعد:
كان الشيخ عبد الرحمن محمد الدوسري ﵀ رحمةً واسعة قد نشر كتيبًا مفيدًا اسمه "الأجوبة المفيدة لمهمات العقيدة"، وصاغه على شكل أسئلة وأجوبة مبسطة ليسهل فهمه ودراسته.
وكعادته ﵀ فيما يتحدث أو يكتب كان يربط قضايا العقيدة بواقعنا المعاصر، ولا غرابة في ذلك فباعه طويل، وتجاربه واسعة في هذا المضمار.. ولهذا يجد القراء أسئلة يكثر العلمانيون والفَسَقَةُ من إثارتها كقولهم:
- إرادة الشعب من إرادة الله.
1 / 5
- الدين أفيون الشعوب.
- الدين سبب الطائفية والشقاق.
- الدين لله والوطن للجميع.
وينطلق ﵀ في ردوده من القرآن والسنة وأقوال علماء خير القرون، ثم يهتك ستار الباطل بأدلة عقلية مقنعة، وأسلوب ممتع شيق، وعبارة سهلة مبسطة.
وعندما عقدنا العزم على إعادة نشر هذا الكتيب رأينا أن نضيف إليه أسئلة وأجوبة أخرى كان يهتم بها كثيرًا ... فبعد كل محاضرة كان يتلقى أسئلة من الشباب الذين يستمعون إلى وعظه ودروسه، ثم يحتفظ بهذه الأسئلة، ويجيب على المهم منها ثم يجعل منها مادة لأحاديثه في المستقبل.. وعندما كان يسئل عن سر إهتامه بهذه الأسئلة كان يقول؛ هذه مشاكل شبابنا التي تشغل باله وعلينا أن نتصدى لحلها، ونرشد أبناءنا إلى الطريق المستقيم، طريق الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء، وحسن أولئك رفيقًا.
ويسرنا أن نقدم الكتاب في شكل جديد، ونرجو أن ينفع الله به شباب هذه الأمة، ويجعله في صحائف أعمال كاتبه.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
الناشر
1 / 6
مكتبة دار الأرقم / الكويت
الطبعة الأولى ١٤٠٢ هـ
مقدمة المؤلف
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
الحمد لله الذي خلق الجن والإنس ليعبدوه مخلصين له الدين وأرسل الرسل إليهم وأنزل الكتب عليهم لهدايتهم بنور العلم واليقين. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار القهار الواهب الرزاق ذو القوة المتين.
وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله الصادق الناصح الأمين. صلى الله عليه وعلى آله الأتقياء المخلصين وسلم تسليمًا كثيرا إلى يوم الدين.
أما بعد:
فهذه جمل مفيدة مما تصورته ولخصته من مفهوماتي عن العقيدة الإسلامية التي هي توحيد الأنبياء والمرسلين. وهي وظيفة المؤمنين الصادقين مع رب العالمين. والمحسنين التصرف في ميراث سيد المرسلين ﷺ.
وقد وضعتها على طريق السؤال والجواب تقريبًا لإفهام الطلاب واقتداء بتعليم جبريل ﵇ لصحابة النبي الأحباب حيث تنزل بذلك من عند رب الأرباب.
وإني أضعها أمانة في أعناق الأساتذة ليحفظوها ويرعوها حق رعايتها فيدرسوها.
وفي الحقيقة
1 / 7
إنها وغيرها من الكتب الدينية الصحيحة أمانة في عنق كل من وصلت إليه أن يعيها ويبلغها للناس ليظفر من الحي القيوم بثمرة الدعوة التي دعا بها نبيه ﵊ من حصول اللعنة والوعيد للمعرض عن الهدى أو كاتمه عن الأنام (١) .
وأسأل الله جل وعلا أن يسمعها خالصة لوجهه الكريم وأن يرزقها من يفهمها ويعلمها ويجزل له الأجر العظيم ويجمعني مع أحباب محمد العاملين بسنته الناشرين لدعوته في جنات النعيم.
وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب، نعم المولى ونعم النصير والرقيب والحسيب.
عبد الرحمن الدوسري
_________
(١) وسميتها (الأجوبة المفيدة لمهمات العقيدة)
1 / 8
س) ما هو التوحيد؟
ج) هو واجب الله على بني الإنسان، أي يعبدوه ويوحدوه في ألوهيته وربوبيته ولا يشركوا به شيئًا، لقوله تعالى ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْأِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُون ِ) .
س) ما هي فائدة التوحيد والنتيجة الحتمية من تحقيقه؟
ج) تحرير النفوس من رق العبودية لغير الله وتزكيتها بطاعته وشرف أخلاقها وعفة جوارحها، بالتزام حدوده، واتقاد نار الغيرة والغضب لله نصحًا وإخلاصًا له وصدقًا معه، بحيث تندفع به إلى جهاد أعدائه، فينصرها الله كما كتب على نفسه بذلك حقًا تكرمًا منه وفضلًا) وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ) .
1 / 9
س) ما معنى العبودية؟
ج/ لها معنيان:
١- عبودية كونية.
٢- عبودية شرعية.
س) ما هي العبودية الكونية؟
ج) العبودية الكونية يدخل فيها جميع الخلائق مؤمنهم وكافرهم، حتى إبليس اللعين القائل ﴿رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ﴾، وقال تعالى ﴿أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى مَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ يَتَفَيَّأُ ظِلالُهُ عَنِ الْيَمِينِ وَالشَّمَائِلِ سُجَّدًا لِلَّهِ وَهُمْ دَاخِرُونَ﴾ .
س) ما هي العبودية الشرعية؟
ج) العبودية الشرعية: هي التي من أجلها أرسلت الرسل وأنزلت الكتب، واعترف إبليس بأن ليس له سلطان على أهلها بقوله ﴿إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ﴾ .
س) من هم عباد الله المخلصين؟
ج/ هم القائمون بجميع شرائع الإسلام قولًا وعملًا وتبليغًا، وهم الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر المتواصون بالحق والصبر والحافظون لحدود الله.
س) ما هو المفهوم الصحيح للدين؟
ج/ الدين بمعناه الصحيح هو ما كان خالصًا لله وعلى وفق أمره وذلك:
١- بأن لا يكون المرء عبدًا إلا لله، حيث
1 / 10
يكون جميع سعيه وحركاته وسكناته لله رب العالمين.
٢- ألا يعبد الله إلا بما شرع، فلا يعبدوه بالأهواء والبدع، فيخرج عن الصراط المستقيم وينخرط في سلك المغضوب عليهم الذي تنكبوا عن الحق بعدما عرفوه، فابتغوا غير الله حكمًا وشرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله، أو ينخرط في سلك الضالين الذين جهلوا الحق ولم يطلبوه من مصدره فاتبعوا خطوات الشيطان.
ولهذا أوجب الله على عباده قراءة سورة الفاتحة في كل ركعة من ركعات صلاتهم، لأنهم يسألونه فيها الهداية إلى الصراط المستقيم ويتضرعون إليه بإخلاص العبادة له والاستعانة به، فهي كعهد يجدده المسلم مع ربه كل ما يقف بين يديه.
) س ما هو الصراط المستقيم؟
ج) هو صراط الله الذي لا عوج فيه، ذلك الصراط الذي رسمه لجميع عباده في كتابه وعلى لسان رسله ﵈.
س) هل بين دين الأنبياء تفاوت؟
ج) ليس بينهم تفاوت في أصل الدين والعقيدة قال ﷺ: (إننا معشر الأنبياء أبناء علات وديننا واحد)، فدين الأنبياء والمرسلين جميعًا "الإسلام".
قال نوح ﴿فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَمَا سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ وَأُمِرْتُ أَنْ
1 / 11
أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ﴾ .
وقال إبراهيم في سورة الأنعام ﴿وَجَّهْتُ وَجْهِيَ ... وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ﴾ .
وقال يوسف داعيًا ربه ﴿تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ﴾
وقال الله في إبراهيم ﴿إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ .
ووصى إبراهيم بنيه ويعقوب ﴿يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾ .
وقال موسى ﴿يَا قَوْمِ إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُسْلِمِينَ﴾ .
وحواريوا عيسى قالوا ﴿آمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ﴾
وعيسى أوصى بذلك فقال ﴿إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ﴾ .
فالذي يزعم إنه مسيحي ولا يؤمن بمحمد ويتبع الإسلام هو مكذب بعيسى، ولذلك يطالب بالإسلام أو دفع الجزية عقوبة على تكذيبه لنبيه، وكذلك من زعم إنه يهودي.
س) كم أركان التوحيد؟
ج/ ثلاثة:
١- الإسلام.
٢- الإيمان.
٣- الإحسان.
س) ما هو الإسلام؟
ج) هو الاستسلام لله بالتوحيد، والانقياد له بالطاعة، والخلوص من الشرك.
س) ما هو الشرك؟
ج) هو أن يجعل الإنسان ندا من دون الله أيا كان
1 / 12
من حجر أو شجر أو بشر حيًا أو مقبورًا يتألهه بأي نوع من أنواع العبادة، من حب وتعظيم ودعاء أو رجاء أو خوف أو إنابة أو خشية أو ذبح أو نذر أو استغاثة أو غير ذلك، وكذلك الاحتكام إلى غير حكم الله رغبة أو قبولًا لما أحله الأحبار والرهبان أو الرؤساء السياسيون أو الروحانيون.
كما ورد في حديث عدي بن حاتم المشهور حينما قال للنبي ﷺ: (إنا لم نتخذهم أربابًا)، فقال له النبي ﷺ: (أو ليس يحلوا لكم الحرام فتستحلوه ويحرموا عليكم الحلال فتحرموه وتطيعوهم بما يأمرون؟، قال: بلى، قال: (فتلك عبادتهم) .
س) ما معنى الله والرب؟
ج/ الرب: هو المربي والمالك.
ويطلق على الله جل وجلاله لأنه المالك الرزاق المتصرف الخالق الوهاب المربي لجميع خلقه بنعمه الظاهرة والباطنة والمنمي فيهم جميع القوى والأحاسيس والحافظ لهم حفظًا شاملًا.
والإله هو الذي تألهه القلوب بالحب والإجلال والتعظيم، ولذلك كان التأله لغير الله شركا.
س) ما الذي يلزم من ذلك؟
ج) يلزم أن يكون ملكًا مطاعًا من جميع خلقه.
إذ لا يليق بجلاله وعظيم جنابه أن يترك الخلق سدى وهملًا، فلا بد أن تكون فيه صفات الملوكية الكاملة من الأمر والنهي
1 / 13
والتشريع وضبط الخلق بحدود ونظام، وأن يبعث الرسل وينزل الكتب ويقيم الحجة عليهم، كي ينتقم من أصحاب المخالفات بشتى عقوباته المتنوعة - العاجل منها والآجل -
بل هو أيضًا مالك الملك، يؤتي الملك من يشاء وينزع الملك ممن يشاء ويعز من يشاء ويذل من يشاء، كما نص على جميع ذلك في القرآن.
س) ماهي أصول التوحيد
ج) هي ثلاثة:
معرفة العبد ربه
٢- ودينه
٣- ونبيه ﷺ
س) ما هي أقسام هذا النوع؟
ج/ ثلاثة أيضًا:
١- توحيد الربوبية.
٢- توحيد الألوهية.
(٣) توحيد الأسماء والصفات.
س) كيف يعرف الإنسان ربه؟
ج) يعرفه بآياته ومخلوقاته وآثار قدرته الظاهرة في كل شيء، وسلطته القاهرة لكل شيء، ومن آياته الليل والنهار والشمس والقمر، ومن مخلوقاته السماء والأرض وما بث فيهما من دابة، وما أودع لنا فيهما من كل مادة وسخر لنا من البحار والأنهار وما هيأه من وسائل الرزق في جميع ذلك.
1 / 14
س) ما هو توحيد الربوبية؟
ج) هو توحيد الله بجميع أفعاله من الخلق والرزق وإنزال المطر والأمانة والإحياء وتسخير جميع الأفلاك وإمساك السموات والأرض من الزوال.
وهذا النوع من التوحيد يعترف به اليهود والنصارى وجميع الملل، كما أعترف به كفار قريش وغيرهم، فلم ينفعهم إعترافهم، لأخلالهم بالنوع الثاني وإشراكهم فيه، مما أبيح قتالهم لأجله وأبيحت أموالهم وسبيهم.
س) ما هو توحيد الألوهية؟
ج) هو توحيد الله من عباده بجميع ما يفعلونه مما ينوبهم، ومما شرع لهم من العبادات التي تعبدهم بها.
وهذا النوع هو الذي جحده الكفار وخاصموا رسلهم من أجله.
فأوجب الله جهادهم وأباح دمائهم وأموالهم لإخلالهم بهذا الواجب العظيم الذي عليه مدار التوحيد، وأمر الله رسوله والمؤمنين إلى يوم القيامة أن يقاتلوهم ويحصروهم ويقعدوا لهم كل مرصد حتى يقيموا هذا الأصل العظيم بحب وإخلاص.
1 / 16
س) ما هو توحيد الأسماء والصفات؟
ج) هو الإيمان بكل ما ورد في القرآن الكريم والسنة المطهرة من صفات الله تعالى؛ صفات ذاته وأفعاله.
بأن نصفه بها كما وصف نفسه وكما وصفه به رسوله ﷺ بلا تكييف ولا تعطيل ولا تشبيه ولا تمثيل ولا تحريف ولا تأويل.
لأن ذلك خروج بها عن حقيقتها إلى الميل والالحاد في معانيها، والله يقول ﴿وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ فجعلهم الله مفترين بذلك.
س) ما هي العبادة؟
ج) هي اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه قولًا وعملًا، وتحقق بامتثال أوامره واجتناب نواهيه وتعظيم شعائره والوقوف عند حدوده عمومًا.
س) ما هي أنواع العبادة؟
ج) هي كثيرة، ومن أهمها: الدعاء والإنابة والخوف والرجاء والخضوع والرغبة والرهبة والاستعانة والاستعاذة والاستغاثة والتوكل والتأله بالمحبة والتعظيم والذبح والنذر والصلاة والصدقات والصوم والحج والجهاد وغير ذلك.
فيجب الإخلاص لله بجميع ذلك.
ومن صرف شيئًا منها لغير الله فهو مشرك غير محقق للإخلاص ولا ملتزم بمدلول الشهادتين، كما سيأتي.
1 / 17
س) ما هو الدليل على ذلك؟
ج) دليل الدعاء قوله تعالى ﴿وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُو مَعَ اللَّهِ أَحَدًا﴾، ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ﴾ .
ودليل الإنابة قوله تعالى ﴿وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ﴾ .
ودليل الخوف والرجاء قوله تعالى ﴿وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ﴾، وقوله ﴿فَلا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾ .
ودليل الخشية قوله تعالى ﴿فَلا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ﴾، ﴿وَيَخْشَوْنَهُ وَلا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلَّا اللَّهَ﴾ .
ودليل الخشوع والرغبة والرهبة قوله تعالى ﴿وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ﴾، ومن السنة حديث حصين بن المنذر المشهور إذ سأله النبي ﷺ قائلًا (كم اإلهًا تعبد؟)، قال: سبعة، ستة في الأرض وواحد في السماء، فقال له الرسول: (فمن لرغبتك ورهبتك؟)، قال: الذي في السماء.
ودليل الاستغاثة والاستعانة قوله تعالى ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ﴾ .
ودليل الاستعانة قوله تعالى ﴿قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ﴾، ﴿قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ﴾ .
ودليل التوكل قوله تعالى ﴿وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾ .
ودليل التأله بالمحبة قوله تعالى ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ..﴾ .
ودليل الذبح والنذر والصلاة والنسك قوله تعالى ﴿قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لا
1 / 18
شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ..﴾، وقوله ﷺ: (من ذبح لغير الله فقد أشرك)، وتحريم القرآن ما أهل لغير الله به من ذبح أو نذر وصفه الله في سورة الأنعام بأنه (رجسًا أو فسقًا) .
س) ما حكم من غايته في هذه الحياة جمع المال والتباهي بالأثاث والقصور وإشباع الشهوات؟
ج) أوضح الله حكمه على لسان نبيه ﷺ وجعله عبدًا لما أحب ودعى عليه بقوله: (تعس عبد الدرهم تعس عبد الدينار تعس عبد القطيفة تعس عبد الخصيمة، تعس وانتكس، وإذا شبك فلا أنتفش) .
وقال تعالى ﴿وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الْأَنْعَامُ وَالنَّارُ مَثْوىً لَهُمْ﴾ وقال ﴿وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ * الَّذِي جَمَعَ مَالًا وَعَدَّدَهُ﴾ .
والنصوص في ذلك كثيرة.
س) ما هو واجب المسلم أمام الله؟
ج) واجبه أن يعتبر نفسه خليفة لله في أرضه، جنديًا له فيها، يسعى بالصلاح والإصلاح، ويبذل غاية جهده وما يملك لتكون كلمة الله هي العليا وكلمة الكفر هي السفلى.
ويعتبر نفسه مسؤولًا أمام الله عما يحدث في الأرض من كفر وظلم وفساد، فيكرس جميع مجهوده للاستعداد بالقوة
1 / 19
وتسخير جميع ما يقدر عليه من المواد في جميع العوالم لهذا الغرض السامي النبيل، الذي ينقذ به البشرية من الضلال والدمار والانحلال ويحررها من عبودية بعضها البعض ويزكي نفوسها بالتقوى والصلاح.
غير متلبس بالأثرة ولا طامع في منصب أو لقب، وهذا هو مبدأ الرسل ومن سار على منهاجهم، متبعًا لهدى الله.
ومن أنحرف عنه أو قصر فيه كان مفرطًا في جنب الله خارجًا من طاعته مفتريًا عليه، ومتعرضًا لعقوباته الشرعية والقدرية.
س) ما هي عقوبات الله الشرعية؟
ج) هي ما شرعه من إقامة الحدود والقصاص والتعازير، من رجم الزاني أو جلده وقطع يد السارق أو تعزيره ونفي المحاربين والمفسدين أو قطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو صلبهم أو قتلهم معه، إلى غير ذلك من التعازير العامة.
س) ما هي عقوبات الله القدرية؟
ج) هي ما يعاقب به أصحاب المخالفات الذين لم يطهروا منها بإقامة الحد أو التعزير أو الإنابة إلى ربهم، بشتى العقوبات الدنيوية المادية والمعنوية من الخوف والإزعاج المروع والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وإنزال الجوائح السماوية والأرضية من صواعق وأعاصير
1 / 20
وزلازل وبراكين.
وتسليط البعض على البعض نهبًا وإرهابًا وقصفًا ورميًا وإبادة، كما هو المشاهد المحسوس، وحرمان العلم النافع وحرمان الرزق أو محق بركته، وسلب العبد ألقاب المدح والشرف وإبدالها بالعكس، وإعماء بصيرته، والنقص من عقله.
وإنسائه لنفسه كما نسي ربه، وجعله ينفق أمواله فيما لا طائل تحته من الإسراف والبذخ وصرفها في الشهوات المهلكة، التي تجعل عدوه يتقوى عليه بما يصرفه ويبذره من المال، حتى يتسلط عليه فيغلبه لشدة تفريطه.
وغير ذلك من إزالة نفوذه حتى على أولاده وأهله الذي ينفق عليهم ويكدح من أجلهم، وإذهاب الغيرة المحمودة من قلبه، تلك الغيرة التي هي صلاحه وفلاحه بحيث يفقدها كالحيوان أو كالديوث من حيث لا يشعر، وتسليط شياطين الجن والإنس عليه وتعريضه للفتن.
إلى غير ذلك مما وقع به المفرطون في جنب الله في هذا الزمان.
س) هل يكتفي من عبادة الله بشيء دون شيء؟
ج) عبادة الله شاملة لجميع نواحي الحياة لا يجوز للمسلم المؤمن أن يقتصر منها على نوع دون نوع أو ناحية دون ناحية.
بل يجب أن يحقق عبودية الله ويطبق شريعته على نفسه في كل شأن وميدان، في المسجد والمنزل والطريق والسوق والمصنع والمتجر والدائرة والمؤسسة والحضر والسفر.
وأن يكون مستقيمًا على طاعته والتزام حدوده في منشطه
1 / 21
ومكرهه وعسره ويسره ملتزمًا للحق في حال الغضب والرضا والفقر والغنى.
فمن أخذ بشيء في وقت وطرحه في وقت أو عمله في مكان وتركه في مكان أو قدم على شريعة ربه ما تهواه نفسه أو يميل إليه من أوضاع البشر الذين يحبهم ويقلدهم فهو مشرك في هذه الناحية مخل بعبودية الله بحسب ذلك.
س) ما هو أول ما فرض الله عليك أيها المسلم؟
ج) هو الكفر بالطاغوت والإيمان بالله.
والدليل قوله تعالى ﴿وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ﴾، وقوله ﴿فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لا انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ﴾ .
س) ما هو الطاغوت هل هو علم على شخص معين أو هو اسم جنس؟
ج) ليس علمًا على شخص معين، بل هو أسم جنس يتناول كل من اتصف بصفة الطاغوت.
والطاغوت في أصل اللغة مشتق من الطغيان، وهو مجاوزة الحد، يقول العرب: (طغى السيل) إذا جاوز ماؤه حافتي الوادي وفاض من بين جوانبه، (وطغى الماء) إذا ارتفع مده وفيضانه عن قامة الإنسان بحيث يغرقه، كقوله تعالى ﴿إِنَّا لَمَّا طَغَا الْمَاءُ حَمَلْنَاكُمْ
1 / 22
فِي الْجَارِيَةِ﴾ .
فكل من تجاوز حده المأمور به شرعًا والمخلوق لأجله فهو طاغوت،
فكل من شرع له من الدين ما لم يأذن به الله ودعى الناس إليه فهو طاغوت.
وكل من عبد من دون الله وهو راض فهو طاغوت، فإن كان المعبود حجرًا أو شجرًا أو قبر صالح، فالطاغوت الشيطان المزين لهم ذلك، والذي قد يتكلم ويخاطب الزائرين الداعين له أحيانًا ليفتنهم فيه ويغويهم عن التوحيد.
وكذا من حكم بغير ما أنزل الله فهو طاغوت، ومن دعا إلى بدعة أو انتحل مذهبًا أو مبدءًا مخالفًا لملة إبراهيم وشريعة سيد المرسلين فهو طاغوت.
وتزداد شناعة الحكم عليه بحسب قوته ودعوته إلى ذلك والتسلط على الناس لتنفيذ مذهبه وتعزيز مبدئه، أو تسلطه على الناس بتحليل ما حرم الله وعكسه بقوة القهر والدعاية المغررة، فهو طاغوت أيضا، وهكذا.
س) ما هو عمود الدين؟
ج) هو الصلوات الخمس التي فرضها الله على عباده، وجعلها بمثابة وجبات من الغذاء الروحي تتقوى بها صلتهم بربهم، ويزداد بسببها تأثرهم بقراءة القرآن، فتقوي عزيمتهم وينشطون في القيام بنصرة الله.
س) ما هي ذروة السنام من الدين؟
ج) هي الجهاد في سبيل الله لإعلاء كلمته وقمع
1 / 23
المفتري عليه تعظيمًا لجنابه وغيرة على محارمه وغضبًا لانتهاك حدوده.
س) كم أركان الإسلام؟
ج) بني الإسلام على خمس:
(١) شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله.
(٢) وإقام الصلاة.
(٣) وإيتاء الزكاة.
(٤) وصوم رمضان.
(٥) وحج البيت الحرام للمستطيع.
س) هل ينفع الإنسان بمجرد النطق بالشهادتين دون العمل بشيء من شعائر الدين؟
ج) مجرد النطق بالشهادتين يعصم دم الإنسان وماله ويكون بها مسلمًا ظاهرًا.
لكن فيما سوى ذلك لا ينتفع في حياته أو بعد مماته منفعة مثمرة، حتى يستكمل شروطها التي تدفعه إلى الإتيان بباقي الأركان وإقامة شعائر الدين وتحقيق الجهاد، بجميع أنواعه المطلوبة أو بعضها.
وقد يقتل شرعًا على الإخلال ببعض الأركان أو ارتكاب بعض المعاصي بحكم الردة أو الحد أو التعزير.
س) ما هي شروط الشهادتين؟
ج) سبعة:
(١) العلم المنافي للجهل.
(٢) اليقين المنافي للشك.
(٣) القبول المنافي للرد.
(٤) الانقياد المنافي للترك.
1 / 24