Al-Adhkar by An-Nawawi
الأذكار للنووي ت الأرنؤوط
Baare
عبد القادر الأرنؤوط ﵀
Daabacaha
دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
Goobta Daabacaadda
بيروت - لبنان
Noocyada
الأموال وانقطعت السبل، فادع الله يغيثنا (١)، فرفعَ رسولُ الله ﷺ يديْهِ ثم قال: " اللَّهُمَّ أغِثْنا، اللَّهُمَّ أغِثْنا "، قال أنس: ولا والله، ما نرى في السماء من سَحاب ولا قَزْعَةٍ (٢)، وما بينا وبين سلع - يعني الجبل المعروف بقرب المدينة - من بيت ولا دار، فطلعتْ من ورائه سحابةٌ مثل الترس، فلما توسطت السماءَ انتشرتْ ثم أمطرت، فلا والله ما رأينا الشمس سَبْتًَا (٣)، ثم دخلَ رجلٌ من ذلك الباب في الجمعة المقبلة ورسولُ الله ﷺ قائمٌ يخطب، قال: يا رسول الله هلكتِ الأموالُ وانقطعتِ السُّبلُ، فادع الله يُمسكها (٤) عنّا، فرفعَ رسولُ الله ﷺ يديه ثم قال: " اللَّهُمَّ حَوَالَيْنا ولاَ علينا، والظراب وبطون الأودية ومَنَابِتِ الشَجَرِ، فانقلعتْ وخرجنا نمشي في الشمس " هذا حديث لفظه فيهما، إلا أن في رواية البخاري: " اللَّهُمَّ اسْقِنا " بدل " أغِثْنا " وما أكثر فوائده (٦)، وبالله التوفيق.
(بابُ أذكارِ صَلاة التَّراويْح)
اعلم أن صلاة التراويح سُنّة باتفاق العلماء، وهي عشرون ركعة، يُسَلِّم من كل
ركعتين، وصفةُ نفس الصلاة كصفة باقي الصلوات على ما تقدم بيانه، ويجئ فيها جميعُ الأذكار المتقدمة كدعاء الافتتاح، وإستكمال الأذكار الباقية، واستيفاء التشهد، والدعاء بعده، وغير ذلك مما تقدم، وهذا وإن كان ظاهرًا معروفًا، فإنما نبَّهتُ عليه لتساهل أكثر الناس فيه، وحذفهم أكثر الأذكار، والصواب ما سبق.
وأما القراءة فالمختار الذي قاله الأكثرون وأطبقَ الناسُ على العمل به أن تقرأ الختمةُ بكمالها في التراويح جميع الشهر، فيقرأ في كل ليلة نحو جزء من ثلاثين جزءًا، ويُستحبّ أن يرتل القراءة ويبيِّنها، وليحذرْ من التطويل عليهم بقراءة أكثر من جزء، *
(١) قال ابن علاّن في " شرح الأذكار ": هو بالرفع على الإستئناف، لإنه لم يقصد تسببه عن طلب قبله، أي: ادع الله فهو يغيثنا، وهذه رواية الأكثر في البخاري، ورواه أبو ذر: أن يغيثنا، والكشميهيني يغثنا بالجرم. (٢) القزعة: القطعة من السحاب، وجمعه: قزع، كقصبة وقصب. (٣) أي: أسبوعا. (٤) يجوز فيه الرفع والجزم. (٥) ويجمع أيضا على إكام، واحده أكمة: التل، وهي دون الجبل وأعلى من الرابية. (٦) منها الأدب في الدعاء حيث لم يدع الرفع المطر مطلقا لاحتمال الاحتياج إلى استمرار هـ، ومنها الدعاء بدفع الضرر لا ينافي التوكل، ومنها جواز الاستسقاء بغير صلاة مخصوصة، ومنها استحباب طلب انقطاع المطر عن المنازل والمرافق إن كثر وتضرروا به. (*)
1 / 183