Al-'Adhb an-Nameer min Majalis ash-Shanqeeti fi at-Tafseer

Abba ibn Akhtur Muhammad al-Amin al-Shinqiti d. 1393 AH
94

Al-'Adhb an-Nameer min Majalis ash-Shanqeeti fi at-Tafseer

العذب النمير من مجالس الشنقيطي في التفسير

Baare

خالد بن عثمان السبت

Daabacaha

دار عطاءات العلم (الرياض)

Lambarka Daabacaadda

الخامسة

Sanadka Daabacaadda

١٤٤١ هـ - ٢٠١٩ م (الأولى لدار ابن حزم)

Goobta Daabacaadda

دار ابن حزم (بيروت)

Noocyada

وقال بعضُ العلماءِ (^١): الإشارةُ في قولِه: ﴿ذَلِكُمْ﴾ راجعةٌ إلى شيئين هُمَا: التوبةُ المفهومةُ من قولِه: ﴿فَتُوبُوَا إِلَى بَارِئِكُمْ﴾، والقتلُ المفهومُ من قولِه: ﴿فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ﴾، وعلى هذا القولِ فالمعنى: ذلكم المذكورُ من التوبةِ والقتلِ. ونظيرُ هذا في القرآنِ - أي: بأن يكونَ لفظُ الإشارةِ مُفْرَدًا ومعناه مثنى - قوله (جل وعلا) في هذه السورةِ الكريمةِ: ﴿قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لَاّ فَارِضٌ وَلَا بِكْرٌ عَوَانٌ بَيْنَ ذَلِكَ﴾ [البقرة: آية ٦٨] أي: ذلك المذكور من الفارضِ والبكرِ. وهذا المعنى معروفٌ في كلامِ العربِ، ومنه قولُ عبدِ اللَّهِ بنِ الزِّبَعْرَى (^٢): إِنَّ لِلشَّرِّ وَلِلْخَيْرِ مَدًى ... وَكِلَا ذَلِكَ وَجْهٌ وَقَبَلْ أي: كلا ذلك المذكورِ. ولما قال رؤبةُ بن العجاجِ في رجزِه المشهورِ (^٣): فِيهَا خُطُوطٌ مِنْ سَوَادٍ وَبَلَقْ ... كَأَنَّهُ فِي الْجِلْدِ تَوْلِيعُ الْبَهَقْ فقيل له: ما معنى قولك: «كأنه» بالتذكيرِ، إن كنتَ تريدُ الخطوطَ لَزِمَ أن تقولَ: (كأنها)، وإن كنتَ تريدُ السوادَ والبلقَ لزمَ أن تقولَ: (كأنهما) فَلِمَ قلتَ: (كأنَّه)؟ قال: (كأنه) أي: ما ذُكِرَ مِنْ سوادٍ وَبَلَق.

(^١) انظر: البحر المحيط (١/ ٢٠٩). (^٢) انظر: البحر المحيط (١/ ٢٠٩)، مغني اللبيب (١/ ١٧٢)، أوضح المسالك (٢/ ٢٠٣)، وصدره: «إن للخير وللشر مدى». (^٣) انظر: المحتسب (٢/ ١٥٤).

1 / 98