298

Al-'Adhb an-Nameer min Majalis ash-Shanqeeti fi at-Tafseer

العذب النمير من مجالس الشنقيطي في التفسير

Tifaftire

خالد بن عثمان السبت

Daabacaha

دار عطاءات العلم (الرياض)

Daabacaad

الخامسة

Sanadka Daabacaadda

١٤٤١ هـ - ٢٠١٩ م (الأولى لدار ابن حزم)

Goobta Daabacaadda

دار ابن حزم (بيروت)

Noocyada

حديدُه جِدًّا، وهو مفقودُ العقلِ. والثاني: أَعْمَى، إلا أنه عَاقِلٌ. فيجدُ ذا العينين الصحيحتين الذي يفقدُ عقلَه، يجدُه يضربُ الجدارَ، ويقعُ على الْحَيَّةِ، ويقعُ على العقربِ، ويسقطُ في البئرِ، ويسقطُ على النارِ، لا يُبْصِرُ شيئًا، ويرى ذلك الكفيفَ الذي عِنْدَهُ عقلُه، عَصَاهُ أَمَامَهُ، يَرُوغُ كَمَا يَرُوغُ الثعلبُ، وَيُحَصِّلُ جميعَ منافعِه، فيعلمُ حقيقةَ قولِه: ﴿فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ﴾.
إِذَا أَدْرَكَ الْقَلْبُ الْمُرُوءَةَ وَالتُّقَى فَإِنَّ عَمَى الْعَيْنَيْنِ لَيْسَ يَضِيرُ (^١)
وذكر غيرُ واحدٍ كابنِ عبدِ البرِّ في استيعابِه، وغيرُ واحدٍ من الْمُؤَرِّخِينَ، أن ابنَ عباسٍ ﵄ أخبرَه النبيُّ ﷺ أنه سَيَعْمَى في آخِرِ عُمْرِهِ (^٢)، وقال عند ذلك (^٣):
إِنْ يَأْخُذِ اللَّهُ مِنْ عَيْنَيَّ نُورَهُمَا فَفِي لِسَانِي وَقَلْبِي عَنْهُمَا نُورُ
عَقْلِي ذَكِيٌّ وَقَلْبِي غَيْرُ ذِي دَخَلٍ وَفِي فَمِي صَارِمٌ كَالسَّيْفِ مَأْثُورُ
والحاصلُ أن الأَعْمَى هنا: هو الكافرُ، والبصيرُ: هو المسلمُ المؤمنُ؛ لأن المؤمنَ على نورٍ من رَبِّهِ، وبصيرته يُشِعُّها نورُ الوحيِ.

(^١) البيت لبشار بن برد، وهو في ديوانه (٤/ ٥١)، وشطره الأول: (إذا أبصر المرء ..).
(^٢) أخرجه الطبراني في الكبير (١٠/ ٢٩٢)، وذكره ابن عبد البر في الاستيعاب (٢/ ٣٥٦)، وابن عساكر في تاريخه (مختصر ابن منظور ١٢/ ٢٩٥، ٢٩٩)، والذهبي في السير (٣/ ٣٤٠) وقال: «إسناده لين» اهـ وقال الهيثمي في المجمع (٩/ ٢٧٧) وفيه من لم أعرفه» اهـ.
(^٣) البيت في الاستيعاب (٢/ ٣٥٦)، سير أعلام النبلاء (٣/ ٣٥٧)، ولفظ صدر البيت الثاني:
قلبي ذكي وعقلي غيرُ ذي دَخَلٍ ... ...........................

1 / 302