278

Al-'Adhb an-Nameer min Majalis ash-Shanqeeti fi at-Tafseer

العذب النمير من مجالس الشنقيطي في التفسير

Tifaftire

خالد بن عثمان السبت

Daabacaha

دار عطاءات العلم (الرياض)

Lambarka Daabacaadda

الخامسة

Sanadka Daabacaadda

١٤٤١ هـ - ٢٠١٩ م (الأولى لدار ابن حزم)

Goobta Daabacaadda

دار ابن حزم (بيروت)

Noocyada

على إعلامٍ مقترنٍ بتهديدٍ. فَكُلُّ إنذارٍ إعلامٌ، وليس كُلُّ إعلامٍ إنذارًا، وهذا معنَى قولِه: ﴿وَمَا نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلَاّ مُبَشِّرِينَ﴾ مَنْ أَطَاعَنَا بالجنةِ، ﴿وَمُنْذِرِينَ﴾ مَنْ عَصَانَا بالنارِ، ثم بَيَّنَ مَنْ هُمُ المُبَشَّرونَ وما صفاتُهم، وَمَنْ هُمُ المُنْذَرُون وما صفاتُهم، فقال مُبَيِّنًا صفاتِ المُبَشَّرين على ما يسمونه: (اللفَّ والنشرَ المرتبَ)، فَمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صالحًا فلهم البشارةُ العُظْمَى؛ بأنهم لا خوفَ عليهم ولا هُمْ يحزنونَ، مع ما ينالونَ من النعيمِ.
وقولُه: ﴿فَمَنْ آمَنَ﴾ أصلُ الإيمانِ في لغةِ العربِ: التصديقُ (^١). وهو في اصطلاحِ الشرعِ: التصديقُ التامُّ، أعني: التصديقَ من الجهاتِ الثلاثِ، وهو تصديقُ القلبِ بالاعتقادِ، واللسانِ بالإقرارِ، والجوارحِ بالعملِ. فالإيمانُ: قولٌ وعملٌ (^٢)، كما عليه مذهبُ أهلِ السنةِ والجماعةِ، والآياتُ والأحاديثُ الدالةُ عليه لا تكادُ تُحْصَى. في الحديثِ: «مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا» (^٣) فَسَمَّى الصومَ:

(^١) مضى عند تفسير الآية (٥٥) من سورة البقرة.
(^٢) انظر: شرح أصول اعتقاد أهل السنة (٤/ ٨٣٠ - ٨٥١)، (٥/ ٨٨٥ - ٨٨٩)، تعظيم قدر الصلاة (١/ ٢٩٢ - ٤٣٧)، الإيمان لابن تيمية (١١٢ - ١٢٥، ١٣٥ - ١٤١، ١٥٢، ١٦٢، ١٧٠، ١٧٥، ١٧٨ - ١٨١، ١٩٠، ٢٠٧، ٢٤٥، ٢٧٤، ٢٧٥، ٢٨١ - ٢٨٧، ٣٠٠).
(^٣) كلاهما من حديث أبي هريرة ﵁، وقد أخرجهما الشيخان. انظر: البخاري، كتاب الإيمان، باب: قيام ليلة القدر من الإيمان (٣٥)، (١/ ٩١)، تطوع قيام رمضان من الإيمان (٣٧)، (١/ ٩٢)، باب: صوم رمضان احتسابا من الإيمان (٣٨)، (١/ ٩٢)، وقد أخرجهما في مواضع أخرى، انظر: الأحاديث (١٩٠١، ٢٠٠٨، ٢٠٠٩، ٢٠١٤)، ومسلم، كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب: الترغيب في قيام رمضان وهو التراويح (٧٥٩، ٧٦٠)، (١/ ٥٢٣ - ٥٢٤).

1 / 282