179

Al-'Adhb an-Nameer min Majalis ash-Shanqeeti fi at-Tafseer

العذب النمير من مجالس الشنقيطي في التفسير

Baare

خالد بن عثمان السبت

Daabacaha

دار عطاءات العلم (الرياض)

Lambarka Daabacaadda

الخامسة

Sanadka Daabacaadda

١٤٤١ هـ - ٢٠١٩ م (الأولى لدار ابن حزم)

Goobta Daabacaadda

دار ابن حزم (بيروت)

Noocyada

ادَّعَيْتَ النبوةَ، ودعوتَ إلى عبادةِ اللَّهِ فلا رجاءَ لنا فيكَ. وهذا جاءَ مُفَصَّلًا عن الرسلِ في القرآنِ العظيمِ، كتكذيبِهم لنوحٍ وهودٍ وصالحٍ ولوطٍ وشعيبٍ، وتكذيبِ فرعونَ وقومِه لموسى وهارونَ، وما جَرَى مَجْرَى ذلك، وهنالك رُسُلٌ لم تُقَصَّ عليه أخبارُهم، كما نَصَّ اللَّهُ عليه في سورةِ النساءِ (^١)، وفي سورةِ المؤمنِ: ﴿مِنْهُم مَّن قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُم مَّن لَّمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ﴾ [غافر: آية ٧٨]. وإنما قال: ﴿كُذِّبَتْ رُسُلٌ﴾ بتاءِ التأنيثِ لِمَا تقررَ في علمِ العربيةِ: أن ثلاثةً من الجموعِ - أعني الجمعَ المُكَسَّرَ مذكرًا كان أو مؤنثًا، والجمعَ السالمَ المؤنثَ، كُلُّهَا تجري مجرَى الواحدةِ المؤنثةِ مجازيةِ التأنيثِ (^٢)؛ ولذلك أُنِّثَ الفعلُ هنا وقيل فيه: ﴿كُذِّبَتْ﴾ وأُنثت الإشارةُ إليه لهذا كما قال: ﴿تِلْكَ الرُّسُلُ﴾ [البقرة: آية ٢٥٣] ونحو ذلك ﴿وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِّنْ قَبْلِكَ﴾ حُذِفَ الفاعلُ هنا وأنابَ المفعولُ به منابَه؛ لأنه يُوَضِّحُهُ. أي كذبهم قومُهم فصبروا على ذلك التكذيبِ والأَذَى. ﴿فَصَبَرُواْ عَلَى مَا كُذِّبُوا﴾ (ما) هنا مصدريةٌ. فصبروا على التكذيبِ. وقولُه: ﴿وَأُوذُوا﴾ فيما يُعْطَفُ عليه وجهانِ (^٣): أظهرُهما أنه معطوفٌ على: ﴿فَصَبَرُوا عَلَى مَا كُذِّبُوا﴾ أي: فصبروا على التكذيبِ، وعلى الإيذاءِ الذي يَنَالُهُمْ من قومِهم، حتى جاءهم نصرُنا.

(^١) وهو قوله تعالى: ﴿وَرُسُلًا قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِن قَبْلُ وَرُسُلًا لَّمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ﴾ [النساء: آية ١٦٤]. (^٢) انظر: ضياء السالك (٢/ ٢٥). (^٣) انظر: البحر المحيط (٤/ ١١٢)، الدر المصون (٤/ ٦٠٥).

1 / 183