Al-'Adhb an-Nameer min Majalis ash-Shanqeeti fi at-Tafseer

Abba ibn Akhtur Muhammad al-Amin al-Shinqiti d. 1393 AH
121

Al-'Adhb an-Nameer min Majalis ash-Shanqeeti fi at-Tafseer

العذب النمير من مجالس الشنقيطي في التفسير

Baare

خالد بن عثمان السبت

Daabacaha

دار عطاءات العلم (الرياض)

Lambarka Daabacaadda

الخامسة

Sanadka Daabacaadda

١٤٤١ هـ - ٢٠١٩ م (الأولى لدار ابن حزم)

Goobta Daabacaadda

دار ابن حزم (بيروت)

Noocyada

يستهزئُ من الناسِ أنه جاهلٌ (^١)؛ لأن نبيَّ اللَّهِ موسى استعاذَ بِاللَّهِ من أن يكونَ اتخذهم هزؤا كما قالوا؛ وَلِذَا قال: ﴿أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ﴾ فلما عَلِمُوا أن الأمرَ من اللَّهِ جدٌّ، وأن الجوابَ مطابقٌ لسؤالهم، وأن المرادَ بذبحِ البقرةِ أن يُضْرَبَ القتيلُ بجزءٍ منها فَيَحْيَا، فيخبرهم بقاتلِه تَعَنَّتُوا وَأَكْثَرُوا الأسئلةَ فشدَّدُوا على أنفسِهم، فشدَّدَ اللَّهُ عليهم، قالوا مُخَاطِبِينَ نَبِيَّهُمْ: ﴿ادْعُ لَنَا رَبَّكَ﴾ [البقرة: آية ٦٨]، أي: اسْأَلْ لنا رَبَّكَ ﴿يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ﴾ المرادُ بقوله: ﴿مَا هِيَ﴾ هنا يَعْنُونَ: ما سِنُّها (^٢)؛ لأن السؤالَ يوضِّحُه الجوابُ، حيثُ قال لهم نبيُّ اللَّهِ موسى: ﴿قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لَاّ فَارِضٌ وَلَا بِكْرٌ عَوَانٌ﴾ ﴿إِنَّهَا﴾ أي: البقرةُ التي سَأَلْتُمْ عن سِنِّهَا ﴿بَقَرَةٌ لَاّ فَارِضٌ وَلَا بِكْرٌ عَوَانٌ بَيْنَ ذَلِكَ﴾ ﴿عَوَانٌ﴾: خبرُ مبتدأٍ محذوفٍ (^٣). والمعنى: لا فارضٌ ولا بكرٌ، هي عوانٌ بَيْنَ ذَلِكَ. الفارضُ: الْمُسِنَّةُ التي طَعَنَتْ في السَّنِّ، وكلُّ طاعنٍ في السِّنِّ تُسَمِّيهِ العربُ (فارضًا)، وكلُّ قديمٍ تُسَمِّيهِ (فَارِضًا) (^٤)، ومن أمثلتِه في كلامِ العربِ قولُ خفاف بن نُدبة السُّلَميِّ

(^١) سئل الشيخ ﵀ عن الفرق بين الجهل الذي هو ضد العلم، والجهل الذي هو ضد الحلم. فأجاب بقوله: «مما يبين ذلك المناظرة التي عقدها بعض الأدباء بين الحلم والعقل حيث قال: حلم الحليم وعقل العاقل اختلفا ... من ذا الذي منهما قد أكمل الشرفا فالعقل قال أنا أحرزت غايته ... لأنني بي رب الناس قد عُرِفا فأفصح الحلم إفصاحا وقال له ... بأينا الله في تنزيله اتصفا فبان للعقل أن الحلم سيده ... فقبَّل العقل رأس الحلم وانصرفا» ا. هـ قلت: يصلح هذا الجواب في المُفَاضَلة بين الحِلْم والعقل. أما الفرق بين نوعي الجهل المُشَار إليهما في السؤال فيتضح بما قاله ابن فارس ﵀ في المقاييس: «الجيم والهاء واللام أصلان: أحدهما: خلاف العلم، والآخر: الخِفَّة وخِلاف الطمأنينة» ا. هـ. المقاييس، كتاب الجيم، باب الجيم والهاء وما يثلثهما. ص ٢٢٨. (^٢) انظر: أضواء البيان (١/ ٧٨). (^٣) انظر: القرطبي (١/ ٤٤٩)، الدر المصون (١/ ٤٢١). (^٤) انظر: القرطبي (١/ ٤٤٨)، الدر المصون (١/ ٤٢٠).

1 / 125