Akhlaaqda iyo Dhaqanka

Ibn Hazm d. 456 AH
64

Akhlaaqda iyo Dhaqanka

الأخلاق والسير في مداواة النفوس

Baare

بلا

Daabacaha

دار الآفاق الجديدة

Lambarka Daabacaadda

الثانية

Sanadka Daabacaadda

١٣٩٩هـ - ١٩٧٩م

Goobta Daabacaadda

بيروت

دمل أَو مُصِيبَة فَإِن رأى نَفسه قَليلَة الصَّبْر فَليعلم أَن جَمِيع أهل الْبلَاء من المجذومين وَغَيرهم الصابرين أفضل مِنْهُ على تَأَخّر طبقتهم فِي التَّمْيِيز وَإِن رأى نَفسه صابرة فَليعلم أَنه لم يَأْتِ بِشَيْء يسْبق فِيهِ على مَا ذكرنَا بل هُوَ إِمَّا مُتَأَخّر عَنْهُم فِي ذَلِك أَو مسَاوٍ لَهُم وَلَا مزِيد ثمَّ لينْظر إِلَى سيرته وعدله أَو جوره فِيمَا خوله الله من نعْمَة أَو مَال أَو خول أَو أَتبَاع أَو صِحَة أَو جاه فَإِن وجد نَفسه مقصرة فِيمَا يلْزمه من الشُّكْر لواهبة تَعَالَى ووجدها خائفة فِي الْعدْل فَليعلم أَن أهل الْعدْل وَالشُّكْر والسيرة الْحَسَنَة من المخولين أَكثر مِمَّا هُوَ فِيهِ أفضل مِنْهُ فَإِن رأى نَفسه ملتزمة للعدل فالعادل بعيد عَن الْعجب أَلْبَتَّة لعلمه بموازين الْأَشْيَاء ومقادير الْأَخْلَاق والتزامه التَّوَسُّط الَّذِي هُوَ الِاعْتِدَال بَين الطَّرفَيْنِ المذمومين فَإِن أعجب فَلم يعدل بل قد مَال إِلَى جنبه الافراط المذمومة وَاعْلَم أَن التعسف وَسُوء الملكة لمن خولك الله تَعَالَى أمره من رَقِيق أَو رعية يدلان على خساسة النَّفس ودناءة الهمة وَضعف الْعقل لِأَن الْعَاقِل الرفيع النَّفس العالي الهمة إِنَّمَا يغلب أكفاءه فِي الْقُوَّة ونظراءه فِي المنعة وَأما الاستطالة على من لَا يُمكنهُ الْمُعَارضَة فسقوط فِي الطَّبْع ورذالة فِي النَّفس والخلق وَعجز ومهانة وَمن فعل ذَلِك فَهُوَ بِمَنْزِلَة من يتبجح بقتل جرذ أَو بقتل برغوث أَو بفرك قملة وحسبك بِهَذَا ضعة وخساسة

1 / 74