Akhlaaqda iyo Dhaqanka

Ibn Hazm d. 456 AH
51

Akhlaaqda iyo Dhaqanka

الأخلاق والسير في مداواة النفوس

Baare

بلا

Daabacaha

دار الآفاق الجديدة

Lambarka Daabacaadda

الثانية

Sanadka Daabacaadda

١٣٩٩هـ - ١٩٧٩م

Goobta Daabacaadda

بيروت

عنْدك بِحَق وَذَلِكَ أَن من نقل إِلَيْك كذبا عَن إِنْسَان حرك طبعك فأجبته فَرجع عَنْك بِحَق فتحفظ من هَذَا وَلَا تجب إِلَّا عَن كَلَام صَحَّ عنْدك عَن قَائِله لَا شَيْء أقبح من الْكَذِب وَمَا ظَنك بِعَيْب يكون الْكفْر نوعا من أَنْوَاعه فَكل كفر كذب فالكذب جنس وَالْكفْر نوع تَحْتَهُ وَالْكذب متولد من الْجور والجبن وَالْجهل لِأَن الْجُبْن يُولد مهانة النَّفس والكذاب مهين النَّفس بعيد عَن عزتها المحمودة رَأَيْت النَّاس فِي كَلَامهم الَّذِي هُوَ فصل بَينهم وَبَين الْحمير وَالْكلاب والحشرات ينقسمون أقساما ثَلَاثَة أَحدهمَا من لَا يُبَالِي فِيمَا أنْفق كَلَامه فيتكلم بِكُل مَا سبق إِلَى لِسَانه غير مُحَقّق نصر حق وَلَا إِنْكَار بَاطِل وَهَذَا هُوَ الْأَغْلَب فِي النَّاس وَالثَّانِي أَن يتَكَلَّم ناصرا لما وَقع فِي نَفسه أَنه حق ودافعا لما توهم أَنه بَاطِل غير مُحَقّق لطلب الْحَقِيقَة لَكِن لجاجا فِيمَا الْتزم وَهَذَا كثير وَهُوَ دون الأول وَالثَّالِث وَاضع الْكَلَام فِي مَوْضِعه وَهَذَا أعز من الكبريت الْأَحْمَر لقد طَال هم من غاظه الْحق اثْنَان عظمت راحتهما أَحدهمَا فِي غَايَة الْمَدْح وَالْآخر فِي غَايَة الذَّم وهما مطرح الدُّنْيَا ومطرح الْحيَاء لَو لم يكن من التزهيد فِي الدُّنْيَا إِلَّا أَن كل إِنْسَان فِي الْعَالم فَإِنَّهُ كل

1 / 61