ومما يقرب بسكال من الغزالي شكه في قوة الطبيعة الإنسانية، فهو يرى أن الإنسان مملوء بالخطأ الغريزي الذي لا يزول إلا بعناية الله. وليس هناك شيء يهدي الإنسان إلى الحقيقة، بل كل شيء يخدعه. ومع أن العقل والحواس أصلان للحقائق فإن كلا منهما يخدم صاحبه، والناس يدعو بعضهم بعضا إلى الخداع:
لون المدح لعلمهم فيما بينهم بكراهة الحقيقة التي تنافي المديح، وكذلك لا يتكلم امرؤ في حضرتك كما يتكلم في مغيبك، فالإنسان في نظر بسكال مجموعة من الكذب والزور والنفاق.
وقد بالغ بسكال في احتقار العقل. ثم تمنى لو أنه عرف جميع الأشياء بالوحي والشعور ولم يحتج أبدا إلى العقل!! ويتهم بسكال عقله بإغرائه بالشك. ويعتقد أن الدين لا يأتي مطلقا من ناحية العقل، وإنما يأتي من شعور القلب، ومن هداية الله، ويجوز أن يأتي الدين من طريق العقل، ولكن مثل هذا الدين لا ينفع للنجاة! وهذا بالطبع إسراف. (3) الغزالي وهوبس
Hobbes
ولد هوبس في إنجلترا سنة 1588 ورحل إلى باريس في سن الأربعين حيث درس الرياضيات وعلوم الطبيعة. ثم زار فرنسا مرة ثانية وأقام فيها مدة طويلة، واتصل صلة متينة بالفيلسوف «جسندي» صاحب الفضل على «موليير» و«فولتير». ثم مات في إنجلترا سنة 1679.
وأشهر مؤلفات هوبس هو كتابه
La nature humaine
وكتابه
Leviarhan
أو
Bog aan la aqoon