وعلاج الحسد فيما يرى الغزالي ينحصر في تأديب النفس وتبصيرها بخطر هذه الرذيلة، فإن الحاسد إنما ينكر في غيره نعمة أنعم الله بها عليه، ومن واجب الرجل أن يشغل بنفسه، وأن يحفظ وقته فلا يضيعه فيما لا يغني ولا يفيد، فليس أضيع من وقت يصرف في بغض نعمة لا يملك المرء زوالها عن سواه.
وقد قرر الغزالي أن الحسد يكاد يكون طبيعة في النفوس، وأن الأمل في السلامة منه بالكلية بعيد.
الفصل الرابع
رذيلة العجب
للعالم بكمال نفسه في علم، أو عمل، أو مال، ثلاث حالات:
الأولى:
أن يكون خائفا على زواله، ومشفقا على تكدره، أو سلبه من أصله، وهذا ليس بمعجب.
الثانية:
أن لا يكون خائفا من زواله، ولكن يكون فرحا به، من حيث هو نعمة من الله، لا من حيث إضافته إلى نفسه، وهذا أيضا ليس بمعجب.
الثالثة:
Bog aan la aqoon