قال الغزالي: «وكل ذلك حرام. وأقل درجات الحقد أن تحترز من الآفات الثمانية المذكورة ولا تخرج بسبب الحقد إلى ما يعصى به الله، ولكن تستثقله في الباطن. ولا ينتهي قلبك عن بغضه حتى تمتنع عما كنت تتطوع به عن البشاشة والرفق والعناية والقيام بحاجاته، أو الدعاء له، والثناء عليه، والتحريض على بره ومواساته. فهذا كله مما ينقص درجتك في الدين، وإن كان لا يعرضك لعقاب».
1
وللحقود عند القدرة ثلاثة أحوال؛ الأولى: استيفاء الحق من غير زيادة ولا نقصان وهو العدل، والثانية: الإحسان بالعفو والصلة وهو الفضل، والثالثة: الظلم، وهو المنهي عنه.
الفصل الثالث
رذيلة الحسد
هو إحدى نتائج الحقد، وله فيما يرى الغزالي أربع مراتب:
الأولى:
أن يحب المرء زوال النعمة عن غيره، وإن كانت لا تنتقل إليه وهذا غاية الخبث.
الثانية:
أن يحب زوالها إليه؛ لرغبته في مثل تلك النعمة، كأن يرى عند غيره امرأة جميلة ويحب أن تكون له، فمطلوبه تلك النعمة لا زوالها، ومكروهه فقدها لا تنعم غيره بها.
Bog aan la aqoon