هذا ما نذكر به بمناسبة المواسم والأعياد وحلول الشتاء القاسي، وعسى أن تصادف كلمتنا هذه آذانا تسمع، وقلوبا ترق، وأيادي تسمح، فالثروة التي لا ينتفع بها الغير أشبه بالطعام الزائد، فإنه يبشم ويتخم، ويضر ولا ينفع.
على بوابة مدرسة
في مثل هذه الأيام تتفتح جراح المعسرين.
يستعد اللبناني للمدرسة في أوائل تشرين، كما استعد في آب للتموين.
فمستقبل أولاده مرتبط بتعليمهم. هكذا يقول، ثم يروح يرهن ويستدين حتى يكون القسط حاضرا في الحين. أما المئونة فترجأ إلى الغد. يدبرها الله ... يأخذ من عند هذا البرغل والطحين، ومن عند ذاك الزيت والرز والحبوب.
يختلق عذرا لهذا وأسبابا لذاك؛ فلا يخرج من الدكاكين وسلته فاضية.
أما المدرسة، وخصوصا إذا كانت أجنبية فغريم يابس، لا بد من الدفع نقدا في الحال، فلا سندات غب الطلب، ولا غب مرور شهر، لا طالب ولا مطلوب، ادفع وادخل ولا هوادة، فالج لا تعالج. تدفع، تدفع المبلغ المرقوم وأنت واقف على فرد رجل.
كانت الرواتب في الأمس نصف مصيبة، ولكن الحكومة رحمت المعلم بعد ألف يا ويلاه، وزادت له عشرة بالمائة، فزادت المدارس ثلاثين وأربعين، والحكومة لا تسأل ما دام الحال ماشيا. والحال أوحال، وماشي الحال في وطن الإشعاع.
ترى أما نحن في حاجة إلى وزارة من راديوم حتى لا تنطفي سرج إشعاعنا؟
دعاني إلى ما كتبت عن العيال المستورة مشهدا رأيته عرضا منذ أسبوع عند بوابة إحدى المدارس في العاصمة.
Bog aan la aqoon