هذا هو موقفنا من المنهاج أنا وأنت. أنا كأستاذ علي أن أكون دليلك كما كان فرجيل دليل دانتي في الجحيم والمطهر والنعيم.
وفي منهاجنا جحيم ونعيم ومطهر، ولا بد من المرور بها جميعا، والأمر لله، والامتحان مشتقة من المحنة.
احذر أن تقامر في تحضير المنهاج، فالمقامر خسران إن عاجلا أو آجلا.
لا أعني بالمقامرة لعب الورق أو سباق الخيل، بل أعني أن لا تتكل على اليانصيب، كأن تدرس هذا الشاعر أو ذاك الكاتب، راجيا أن ينزله الحظ عليك في قفة ويقول لك: «تفضل يا عزيزي، خذ موضوعك غنيمة باردة.» إن الذين يفعلون هذا ، أساتذة وتلاميذ، ليس لهم أقل نصيب من الأمانة العلمية والتعليمية.
وهناك سبب آخر أدى إلى رسوبك الذي استغربته، ومن حقك ألا تستغربه. أما تركت المدرسة الفلانية؛ لأنها لم ترفعك إلى صف أعلى وأنت تريد أن ترقى إليه؟
إن العلم لا يتعرف إلى الأوتوماتيكية، والطالب كالثمرة، يجب أن يمر في أطوار شتى، محتملا الحر والبرد حتى الثلج لينضج مثلها ويصير ذا نكهة شهية. فإذا كنت ظننت أنك ربحت سنة أو سنتين، فأنا أقول لك: إنك لم تفز إلا بخيبة مرة، وكانت المصيبة الثانية شرا من الأولى.
ثم، أما حاولت أن تخدع أساتذتك ومدرستك، بنقل من هنا وهناك؟
أما توسلت إلى مدرستك حتى تجيز لك دخول الامتحان وأنت غير كفء له؟
إن أحوالا شتى كان يجب أن تهديك سواء السبيل، ولكنك اتكلت على ما لا يجوز الاتكال عليه من وسائل ووسائط لا تذكر هنا، فلندعها في القلب تجرح ولا تخرج من الفم فتفضح.
ثم أتحسب أن ما يمليه عليك معلمك سلاح تقاتل به معترك المعرفة؟ لا يا أخي!
Bog aan la aqoon