لنبدأ أولا بما علمته الكتب السماوية؛ فالقرآن الكريم لم يمهل الغضوب حتى يغفر إلا لحظة حيث قال:
وإذا ما غضبوا هم يغفرون .
وجاء في الكتاب المقدس: فلا تغرب الشمس على غضبكم. وكما روى متى الإنجيلي، في خطبة الجبل التي نقلها عن لسان معلمه: إن كل من يغضب على أخيه باطلا يكون مستوجبا الحكم ... فإن قدمت قربانك إلى المذبح وهناك تذكرت أن لأخيك شيئا عليك فاترك قربانك، واذهب أولا اصطلح مع أخيك.
وقد ذكر عن لنكولن أنه كثير المسامحة حتى قال: ليس لنا أن نلوم أحدا على ما يقوم به من عمل، فنحن جميعا مسخرون للظروف والأقدار، تسيرنا البيئة التي نشأنا فيها، والتعليم الذي تلقيناه، والعادات والوراثة التي تكيف الناس وتلصق بهم طابعها الخالص إلى الأبد.
يقول لك الطبيب: لا «تنرفز»؛ أي لا تغضب. ومع ذلك نرانا نغضب لأدنى سبب. ولعل عذرنا موجود فيما سبق من كلام لنكولن.
قال لي أحد أطباء العيون: عش هادئا خاليا من التفكير إذا شئت المحافظة على ضوء عينيك عش عيشة نبات.
فضحكت وقلت: وما رأيك لو عشت عيشة حيوان؟!
فأجاب: لا، إن الحيوان أقل تفكيرا من الإنسان، هو يغضب حين يفترس، وأنت يجب أن لا تغضب أبدا ...
قلت: إذن تريد أن تجعل مني طوباويا حيا.
فقال: كن أكثر من قديس، إذا شئت المحافظة على نعمة النور.
Bog aan la aqoon