الشجر تتهم البشر
ما أثقلك يا ظلام! وما أقساك يا ليل! فقد زدت الغابة وحشة، وأخفيت تحت جناحيك وحوشها المفترسة، وناديت الضواري: خلا لك الجو ...
الغابة في الليل كالمدينة في النهار، في الاثنين ذئاب تخشى أنيابها وبراثنها، ولكن لكواسر المدينة أنيابا من حديد وأظافر من نار، وهي أجرأ وأفتك وأحد نابا من وحوش الغابة.
دخلت الغابة تحت لواء الظلام فهمس الضمير في أذني: «امش في النور ما دام لك النور.»
نعم سمعت صوتك أيها الضمير، ولكن أتجهل أن من أحشاء الغيوم السوداء تنبثق الكهرباء الساطعة؟
ما هذا الصراخ والعويل؟ ما هذا البكاء الجارح؟ أرى أشباح الموت تلوح في الفضاء، وزفرات المنية قد ملأت الغابة.
ليست الأشجار ببشر ليزاحم بعضها بعضا وتقتل وتتبادل الغارات. إذن فما الذي أقلق خاطر الليل ، وأزعج بال الهدوء والسكينة؟
لا بد من أن تكون لابن الإنسان يد في هذه الضوضاء وفضل على نشأتها، فلنتقدم وننظر. أما قال الشاعر في ذلك الزمان:
عوى الذئب فاستأنست بالذئب إذ عوى
وصوت إنسان فكدت أطير؟
Bog aan la aqoon