248

Wararka Waqtiga iyo Cidda Ay Tirtireen Dhacdooyinka iyo Yaababka Waddamada

أخبار الزمان و من أباده الحدثان و عجائب البلدان¶ والغامر بالماء والعمران

Noocyada

taariikh

فأمر بفتح الخزائن وفرق ما فيها على الخاص والعام ممن حضر مجلسه ، فخرجوا عنه شاكرين له محبين فيه ، فملك وأحسن.

وتمكنت منه أريحية الصبا ، فملك على البلد رجلا من أهل بيته يقال له المعين (1) وهو الذي يسميه اهل الاثر العزيز ، وكان من أولاد الوزراء عاقلا متمكنا من عقله حصيف الرأي ، كثير نزاهة النفس ، مستعملا للعدل والصلاح ، وأمر أن ينصب له في قصر الملك سرير من الفضة يجلس عليه.

وكان يغدو ويروح إلى باب الملك ، ويخرج العمال وجميع الوزراء والكتاب بين يديه عند مسيره وعند رجوعه.

فقام بالملك ، وكفى الملك مهمه ، وأصلح جميع الامور ، ووطأ البلاد ، وأمن الناس ، وأقام سوق العدل.

والملك نهراوس منغمس في لذاته ، معتكف على لهوه ، لا ينظر في عمل ولا يفكر في أمر ولا يخاطبه أحد ، فأقاموا لذلك حينا من الدهر ، والبلد عامر ، والخراج مدر.

يقال انه بلغ في وقته تسعة وتسعون ألف ألف مثقال (2) فجعلها أقساما فما كان له ولنسائه ولمائدته حمل إليه ، وما كان في أرزاق الجيوش والكهنة والفلاسفة وأصحاب الصنائع ومصانع البلد وإصلاح العقار والحرث والغرس وأصحاب المهن حمل إليهم ، وما فضل عن ذلك كله حمل إلى خزائن الملك في قصره.

ونهر اوس مع ذلك غير ناظر في شيء من ذلك ولا سائل عنه ، وقد عملت له عدة متنزهات على عدة أيام السنة ، فكان في كل يوم في موضع منها ، فإذا كان من الغد انتقل إلى موضع آخر في كل يوم في موضع من الفرش والآنية ما ليس في غيره.

فلما اتصل ذلك بملوك النواحي طمعوا فيه واستضعفوه ، فقصده رجل من

Bogga 252