قال: إن كان عَبْدك فأعتقيه، فسأل إياس عنه فعدل، وانتزعها إياس من الكرامي فوضعها على يد عَبْد الرحمن بْن البكير السلمي، فانتزعها عدي فردها على الباهلي، وكان عدي ناصحًا أخته أم عباد بنت عمار بْن عطية، فجاء إياس يومًا يريد الدخول على عدي، وعنده وكيع بْن أبي سود، وقد ائتمرا به، وشجع وكيع عديًا على الإقدام عليه فلقيه داود بْن أبي هند خارجًا من عند عدي؛ فقال: إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ [القص١/ ٢٠] فخرج إِلَى عُمَر بْن عَبْد العزيز، فكتب عدي إِلَى عُمَر بْن عَبْد العزيز: إن اياسًا هرب إليك من أمر لزمه، وإني وليت الْحَسَن بْن أبي الْحَسَن القضاء، فكتب إليه عُمَر: الْحَسَن أهل لما وليته، ولكن ما أنت والقضاء، فرق ما بينهما فرق الله بين أعضائك.
أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن منصور الرمادي؛ قال: حَدَّثَنَا نعيم بْن حماد؛ قال: حَدَّثَنَا ضمرة، عَن ابن شوذب أو غيره؛ قال: قيل لإياس بْن معاوية لولا ثلاث خصال فيك ما كان في الدنيا مثلك؛ قال: وما هن؟ قيل له: تسرع في القضاء بين الخصمين إِذَا أدليا إليك؛ قال: وماذا؟ قيل: وتجالس الدون من الناس؛ قال: وماذا؟ قيل: وتلبس الدون من الثياب؛ قال: أما قولكم: تسرع في القضاء بين الخصمين؛ فخمسة أكثر أو ستة؟ قالوا: