============================================================
أخبار قضاة مضر دثنا محمد بن يوسف قال : حدثنى يى بن أبى معاوبة، عن خلف بن ربيعة ، عن أبيه قال : أقام غوت بن سليمان بمصر ثلاثا(1) وعشرين سنة ، منذ صرف عن القضاء سنة أربع وأربعين ومئة . وذلك أن أم المهدى ، أم موسى بنت يزيد بن منصور بن عبدالله الحميرية ، وقع بينها وبين أبى جعفر خصومة ، فقالت : "لا أرضى إلا بحكم غوث بن سليمان" . فخمل إلى العراق حتى حكم بينه وبينها، ورجع إلى مصر.
حدثنا محمد بن يومفت قال : حدثنى ابن قديد قال : حدثنى أبوتصر أحمد بن على بن صالح قال : حدثنى ياسين بن عبد الأحد قال : سمعت أبى يقول : سمعت غوث بن سليمان يقول : بعث إلى أمير المؤمنين أبو جعفر، فخملت إليه ، فقال لى : ل"يا غوث إنة صاحبتكم الحميرية خاصمتنى إليك فى شروطها" . قلت : أيرضى أمير المؤمنين أن يحكمنى عليه 2" . قال : "نعم" . فقلت : 0/[169ب] الأحكام لها شروط [ا4(2) فيحتملها أمير المؤمنين ؟" . قال : "نعم" . قال : "يأمرها أمير المؤمتين ان توكل وكيلا، وثشهد على وكالته خادمين حرين يعدلهما أمير المؤمنين على نفسه" .
ففعل، فوكلت خادما، وبعثت(2) معه كتاب صداقها . وشهد الخادمان على وكالتها .
فقلت : "قد تمت الوكالة : قإن رأى أمير المؤمنين أن يساوى الخصم فى مجلسه" . قال : فانحط عن فرشه ، وجلس مع الخصم ، ورفع إلى الوكيل كتاب الصداق . فقرأته عليه ، فقلت : "يقر أمير المؤمنين بما فيه 2" . قال : "نعم" . قلت : "أرى فى الكتاب شروطا مؤكدة بها تم التكاح بينكما . أرأيت يا أمير المؤمنين : لو خطبت إليهم ولم تشترط لهم هذا الشرط، أكانوا يزوجونك ؟" . قال : "لا" . قال : قلت : "فبهذا الشرط تم النكاح، وأنت أحق م وفى لها بشرطها" . قال : "علمت إذ أجلستى هذا المجلس أنك ستحكم (اعلى](4) . قال : قلت له : "أعظم جائزتى وأطلق سبيلى" . قال : "بل جائزتك على من قضيت له" . ثم أمرلى بخلعة وجائزة . تم أمر أبو جعفر باحتباس غوت ليحكم بين أهل الكوفة ، فقال له غوث : "يا أمير المؤمنين ، ليس البلد بلدى ، ولا معرفة لى بأهلها . فإذا (1) ص : ثلاثة، خطأ.
(7) زيادة فير (3) كذا فى ر. وفي ص ، ج : فبعث: (4) زيادة في ر. وفى ج : تتحكم :
Bogga 83