Akhbaar Haweenka
أخبار النساء
Baare
الدكتور نزار رضا
Daabacaha
دار مكتبة الحياة
Goobta Daabacaadda
بيروت - لبنان
إذا لمعت نحو الحجاز سحابةٌ، ... دعا الشّوق منّي برقها المتيامن
وما أشخصتنا رغبة عن بلادنا، ... ولكنّه ما قدّر الله كائن.
فلمّا سمعت المرأة ذكر بلدها وعرفت المواضع، تنفّست نفسًا صدّع فؤادها فوقعت ميتةً. فحملت إلى أهلها وجاء زوجها، وقد عرف الخبر، فانكبّ عليها فوقع عنها ميّتًا. فغسّلا جميعًا وكفًنا ودفنا في قبرٍ واحدٍ.
وكانت خولة بنت منظور بن زياد الفزاري عند الحسن بن علي بن أبي طالب، ﵃، وكانت أختها عند عبد الله بن الزّبير، وهي أحسن النّاس ثغرًا، وأتمّهم جمالًا. فلمّا رأى ذلك عبد الملك بن مروان قتل عبد الله بن الزّبير زوجها، ثمّ خطبها، فكرهت أن تتزوّجه وهو قاتل زوجها، فأخذت فهرًا وكسّرت به أسنانها. وجاء رسول عبد الملك فخطبها، فأذنت له ليراها، فأدّى إليها رسالته ورأى ما بها، فقالت: ما لي عن أمير المؤمنين رغبة، ولكنّي كما ترى، فإن أحبّني فأنا بين يديه، فأتاه الرّسول فأعلمه بذلك، فقال: أنا، والله، إنّما أردتها على حسن ثغرها الذي بلغني، وأمّا الآن فلا حاجة لي فيها.
وممّن يضرب به المثل في الوفاء جماعة بنت عوف بن محلم الشّيباني وذلك أنّ عمرو بن عبد الملك طلب مروان القرط وهو مروان بن زنباع العبسيّ فخرج هاربًا حتّى هجم على أبيات بني شيبان، فنظر إلى أعظمها بيتًا ببصره فإذا هو بيت جماعة بنت عوف فألقى نفسه بين يديها فاستجارها فأجارته. ولحقته خيل عمرو فبعثت إلى أبيها
1 / 133