Akhbar Muwaffaqiyyat

Al-Zubayr Bin Bakkar d. 256 AH
10

Akhbar Muwaffaqiyyat

الأخبار الموفقيات للزبير بن بكار

Baare

سامي مكي العاني

Daabacaha

عالم الكتب

Lambarka Daabacaadda

الثانية

Sanadka Daabacaadda

١٤١٦هـ-١٩٩٦م

Goobta Daabacaadda

بيروت

ثُمَّ رَفَعَ الْمَأْمُونُ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ، ثُمَّ قَالَ: اللُّهُمَّ إِنِّي أَتَقَرَّبُ إِلَيْكَ بِنَهْيِ هَذَا وَنُظَرَائِهِ عَنِ الأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ فِي أَعْظَمِ الْمُنْكَرِ، شَنَّعْتَ عَلَى قَوْمٍ بَاعُوا مِنْ هَذَا الْخَمْرِ وَمِنْ هَذَا الْمُبَخْتَجِ الَّتِي شَمَمْتَ، فَبِمَ تَسْلَمُ فِيمَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ اللَّهِ؟ اسْتَغْفِرِ اللَّهَ ذَنْبَكَ هَذَا الْعَظِيمَ، وَتُبْ إِلَيْهِ. مَا الثَّانِي الَّذِي أَنْكَرْتَهُ؟ َقَالَ: الْجَوَارِي. قَالَ: صَدَقْتَ، أَخْرَجْتُهُنَّ إِبْقَاءً عَلَيْكَ وَعَلَى الْمُسْلِمِينَ كَرَاهَةَ أَنْ يَرَاهُنَّ الْعَدُوُّ وَالْعُيوُنُ وَالْجَوَاسِيسُ فِي الْعُمَارِيَّاتِ وَالْقِبَابِ، وَالْسُجُوفُ عَلَيْهِنَّ، فَيُتَوَهَّمُ أَنَّهُنَّ بَنَاتٌ وَأَخَوَاتٌ فَيَجِدُّوا فِي قِتَالِنَا، وَيَحْرِصُوا عَلَى الطَّلِبَةِ عَلَى مَا فِي أَيْدِينَا إِلَى أَنْ يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُنَّ إِمَاءٌ نَقِي بِهِنَّ حَوَافِرَ دَوَابِّنَا، لا قَدْرَ لَهُنَّ عِنْدَنَا، هَذَا تَدْبِيرٌ دَبَّرْتُهُ لِي وَلِلْمُسْلِمِينَ عَامَّةً، وَيَعُزُّ عَلَيَّ أَنْ تَرَى لِي حُرْمَةً، فَدَعْ فَلَيْسَ هُوَ شَأْنُكَ وَقَدْ صَحَّ عِنْدَكَ أَنِّي مُصِيبٌ فِي هَذَا، وَأَنَّكَ أَنْكَرْتَ بَاطِلا. أَيُّ شَيْءٍ الثَّالِثَةُ؟ مَا الَّتِي أَنْكَرْتَ؟ قَالَ: الأَمْرَ بِالْمَعْرُوفِ. قَالَ: هَذَا إِنَّكَ قَدْ أَمَرْتَ بِالْمَعْرُوفِ فَدَخَلْتَ فِي عَمَلِ الْمُنْكَرِ، فَدَعْ دِينَكَ هَذَا، وَنَسْأَلُكَ عَنْ مَسْأَلَةٍ، إِنْ أَجَبْتَ فِيهَا عَفَوْنَا عَنْكَ. تُبْصِرُ الأَمْرَ بِالْمَعْرُوفِ؟ قَالَ: نَعَمْ، أُبْصِرُهُ. قَالَ: رَأَيْتُكَ لَوْ أَنَّكَ أَصَبْتَ فَتَاةً مَعَ فَتًى فِي هَذَا الْفَجِّ، قَدْ خَضَعَا عَلَى حَدِيثٍ لَهُمَا، مَا كُنْتَ صَانِعًا لَهُمَا؟ قَالَ: كُنْتُ أَسْأَلُهُمَا: مَنْ أَنْتُمَا؟ قَالَ: كُنْتَ تَسْأَلُ الرَّجُلَ، فَيَقُولُ: امْرَأَتِي، وَتَسْأَلُ الْمَرْأَةَ: فَتَقُولُ زَوْجِي، مَا كُنْتَ صَانِعًا بِهِمَا؟ قَالَ: كُنْتُ أَحُولُ بَيْنَهُمَا وَأَحْبِسُهُمَا. قَالَ: حَتَّى يَكُونَ مَاذَا؟ قَالَ: حَتَّى أَسْأَلَ عَنْهُمَا. قَالَ: وَمَنْ تَسْأَلُ؟ قَالَ: كُنْتُ أَسْأَلُهُمَا مِنْ أَيْنَ أَنْتُمَا؟ قَالَ: أَحْسَنْتَ، سَأَلْتُ الرَّجُلَ مِنْ أَيْنَ أَنْتَ؟ قَالَ: مِنْ أَسْبِيجَابَ، وَسَأَلْتَ الْمَرْأَةَ، قَالَتْ: مِنْ أَسْبِيجَابَ، ابْنُ عَمِّي تَزَوَّجْنَا وَجِئْنَا. أَكُنْتَ حَابِسًا الرَّجُلَ وَالْمَرْأَةَ بِسُوءِ ظَنِّكَ الرَّدِيءِ وَتَوَهْمِكَ الْكَاذِبِ، إِلَى أَنْ يَرْجِعَ الرَّسُولُ مِنْ أَسْبِيجَابَ، مَاتَ الرَّسُولُ، أَوْ مَاتَا إِلَى أَنْ يَعُودَ رَسُولُكَ؟ قَالَ: كُنْتُ أَسْأَلُ فِي عَسْكَرِكَ؟ قَالَ: فَلَعَلَّكَ لا تُصَادِفُ فِي عَسْكَرِي مِنْ أَهْلِ أَسْبِيجَابَ إِلا رَجُلا أَوْ رَجُلَيْنِ، فَيَقُولانِ لَكَ: لا نَعْرِفُ. عَلَى هَذَا لَبِسْتَ الْكَفَنَ يَا صَاحَبَ الْكَفَنِ؟ مَا أَحْسَبُكَ إِلا أَحَدَ رِجَالٍ: إِمَّا رَجُلٌ مَدْيُونٌ، وَإِمَّا رَجُلٌ مَظْلُومٌ، وَإِمَّا رَجُلٌ تَأَوَّلْتَ فِي حَدِيثِ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ فِي خُطْبَةِ النَّبِيِّ ﵌، قَالَ: وَرَوَى لَهُ الحَدِيثُ عَنْ هُشَيْمٍ وَغَيْرِهِ، وَنَحْنُ نَسْمَعُ الْخُطْبَةَ إِلَى مُغَيْرِبَانِ الشَّمْسِ، إِلَى أَنْ بَلَغَ إِلَى قَوْلِهِ: «أَلا إِنَّ أَفْضَلَ الْجِهَادِ كَلِمَةُ حَقٍّ عِنْدَ سُلْطَانٍ جَائِرٍ» .

1 / 10