الْمَنْصُور
هُوَ أَبُو الْعَبَّاس إِسْمَاعِيل بن أبي الْقَاسِم ولد بالمهدية سنة ٢٩٩ وَقيل سنة ٣٠٢ وَولى وَله اثْنَتَانِ وَثَلَاثُونَ سنة وَلم يكن فِي بني عبيد مثله وَكَانَ بطلا شجاعا بليغا فصيحا يخترع الْخطْبَة لوقته وخطب فِي عيد الْأَضْحَى بالمهدية فَقَالَ فِي خطبَته اللَّهُمَّ إِنَّك قلدتني أَمر عِبَادك فِي بلادك اللَّهُمَّ فأصلحني لَهُم وأصلحهم لي وارزقني حج بَيْتك الْحَرَام ثمَّ ذكر مَنَاسِك الْحَج فَانْصَرف فَأمر للنَّاس بِالطَّعَامِ فَأَكَلُوا وَانْصَرفُوا ونفذت كتبه بسلامة الْعِيد وكماله وَتَمام النِّعْمَة فِيهِ وَتلك سنتهمْ لم يزَالُوا عَلَيْهَا إِلَى أَن انقرضوا وَقد رَأَيْت بعض كتبهمْ بذلك وَكَانَ فِي هَذَا الْعِيد قد أنهض من أهل القيروان ألف شيخ وَألف حدث فَلَمَّا وصلوا خَيرهمْ فِي التعييد مَعَه أَو الِانْصِرَاف فعيد الْبَعْض وَانْصَرف الْبَعْض وَعِيد عيد الْفطر وَهُوَ مُجَاهِد لأبي يزِيد بقلعة كياتة وخطب فَقَالَ فِي خطبَته اللَّهُمَّ إِنَّك أخرجتني من المهاد والوساد وجنبتني الرقاد وحالفتني السهاد وسلكت بِي مفاوز الْبِلَاد اللَّهُمَّ احكم لي على مخلد بن كيداد ﴿وَفرْعَوْن ذِي الْأَوْتَاد الَّذين طغوا فِي الْبِلَاد فَأَكْثرُوا﴾ اللَّهُمَّ أنزلهم بالمرصاد اللَّهُمَّ إِنَّك تعلم أَنِّي سلالة نبيك وَابْن رَسُولك وَبضْعَة من لَحْمه ونقطة من دَمه مَا قلت فغرا وَلَا لددا اللَّهُمَّ
1 / 59