128

وقال ابن زبالة ويحيى: وفرغ من بنيان المسجد سنة خمس وستين ومائة، وقد كان هم بسد خوخة آل عمر، وأمر بالمقصورة فهدمت وخفضها إلى مستوى المسجد، وكانت مرتفعة ذراعين عن وجه المسجد، فأوطأها مع المسجد، فكلمه آل عمر في خوختهم، حتى كثر الكلام بينهم، فأذن لهم ففتحوها وخفضوها في الأرض شبه السرب، فصارت في المسجد: أي خارج المقصورة عليها شباك حديد وزاد في المسجد لتلك الخوخة ثلاثة درجات، فهي على ذلك إلى اليوم (1).

وذكر ابن زبالة عن أبواب المسجد في زمن المهدي أنه زخرفه بالفسيفساء كما فعل الوليد، ويشهد لذلك بقية من الفسيفساء وكانت فيما زاده في مؤخر المسجد عند المنارة الغربية الشامية، وفيما يقرب منها من الحائط الغربي، ولم أر في كلام أحد من مؤرخي المدينة أن المسجد الشريف زيد فيه بعد المهدي (2)، وطول المسجد اليوم بعد الزيادات كلها مائتا ذراع وأربع وخمسون ذراعا، وعرضه من مقدمه من المشرق إلى المغرب مائة ذراع وسبعون ذراعا، وعرضه من مؤخره مائة ذراع وخمس وثلاثون ذراعا. وذكر محمد بن الحسن ما يقرب من هذا أو مثله لاختلاف الأذرعة، وكل ذلك بذراع اليد المتوسطة بين الطول والقصر (3).

7 - آداب المسجد، وما كان حوله من الدور ومنازل المهاجرين رضي

الله عنهم:

آداب المسجد النبوي الشريف:

نقل ابن زبالة من حديث مكحول أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (جنبوا مساجدكم صبيانكم ومجانينكم وشراءكم وبيعكم ورفع أصواتكم وسلاحكم وجمروها في كل جمعة وضعوا المطاهر على أبوابها وأفنيتها) (4).

ونقل ابن زبالة عن نعيم المجمر عن أبيه: أن عمر بن الخطاب (قال له: تطوف على الناس بالمجمرة تجمرهم، قال: نعم، فكان عمر يجمرهم يوم الجمعة (4).

Bogga 130