27

Akhbar al-Dawla al-'Abbasiyya

أخبار الدولة العباسية

Baare

عبد العزيز الدوري، عبد الجبار المطلبي

Daabacaha

دار الطليعة

Goobta Daabacaadda

بيروت

Noocyada

فقال: يا ابن عباس أتدري ما منع الناس منكم؟ قال: ما أدري، قال: كرهت قريش أن يولوكم هذا الأمر فتجخفون [١] على الناس جحفا، فنظرت قريش لأنفسها فاختارت فوفّقت فأصابت إن شاء الله. فقال: يميط أمير المؤمنين عني الغضب ويسمع كلامي، فقال هات. قال: أمّا قولك إنّ قريشا [٨ ب] كرهت، فإنّ الله يقول: كَرِهُوا ما أَنْزَلَ الله فَأَحْبَطَ أَعْمالَهُمْ ٤٧: ٩ [٢]، وأمّا قولك: إنّها نظرت فاختارت، فإنّ الله نظر فاختار من خير خلقه، فإن كانت قريش نظرت من حيث نظر الله فقد أصابت. قال: فقال عمر: أبت قلوبكم يا بني هاشم [٣] لنا إلّا غشا لا يزول، وحقدا لا يحول. قال: مهلا يا أمير المؤمنين، لا تنسب قلوب بني هاشم إلى الغشّ، فإنّ قلوب بني هاشم من قلب رسول الله ﷺ، قوم أذهب الله عنهم الرجس وطهّرهم تطهيرا، وأمّا قولك: حقدا لا يحول، فكيف لا يحقد من غصب شيئه، ورآه في يد غيره. قال: فقال: يا بن عباس اخرج عني، فلما خرج ناداه فقال له: أمّا إنّي على ما كان منك لحقّك لراع، فقال له: إنّ [٤] لي عليك وعلى كلّ مؤمن حقا، فمن عرفه فقد أصاب ومن لم يعرفه فحظّه أخطأ. فقال عمر: للَّه درّ ابن عبّاس، والله ما رأيته لاحى رجلا قطّ إلّا خصمه [٥] .

[١] في الأصل «تجحفون.... جحفا» . وجحف افتخر بأكثر مما عنده (اللسان) . وفي شرح نهج البلاغة ج ١٢ ص ٥٣ «تجخفون» . [٢] سورة محمد الآية ٩ «ذلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا ما أَنْزَلَ الله فَأَحْبَطَ أَعْمالَهُمْ» ٤٧: ٩. [٣] عبارة: «قال فقال عمر: أبت قلوبكم يا بني هاشم» مكررة. [٤] في الأصل «أني» . [٥] روى ابن أبي الحديد هذا الخبر مع بعض الاختلاف في اللفظ والتفصيل، عن عبد الله بن عمر. انظر شرح نهج البلاغة (تحقيق أبي الفضل إبراهيم ١٩٦١)، ج ١٢ ص ٥٢- ٥٥.

1 / 33