وإنما رجعنا إلى ذكر مدينة بغداد، بعد تقديم ما وجب تقديمه، لأنها أصل المدائن، وأحسنها بنيانا، وأطيبها هواء.
وهي في وسط الإقليم الرابع، الذي هو أعز الأقاليم، وأهلها أعظم الناس في ضروب اللبّ والفهم.
بناها أبو جعفر المنصور، من بني العباس، وابتدأ بذلك في الأول، سنة إحدى وأربعين ومائة «١» . ونقل إليها البناة والحذّاق والصنّاع من جميع البلدان، وجعلها مدورة، ووسّع رياضها «٢» وأزقّتها.
وكان الذي تولى ذلك من أهل الحساب والمهندسين،
1 / 33
مقدمة التحقيق
مدينة بجانه كانت قاعدة إقليم بلنسية. وبجانة مدينة أنشأها جماعة من التجار وأهل البحر الأندلسيين الذين كانوا يعملون بين شواطىء الأندلس والمغرب فرأوا أن نشاطهم بحاجة إلى الدعم والحماية، وكونوا اتحادا من التجار ذكر منهم أبو عبيد: