Ajwibat Tusuli
أجوبة التسولي عن مسائل الأمير عبد القادر في الجهاد
Baare
عبد اللطيف أحمد الشيخ محمد صالح
Daabacaha
دار الغرب الإسلامي
Lambarka Daabacaadda
الطبعة الأولى
Sanadka Daabacaadda
١٩٩٦
Noocyada
Fatwooyin
حَسِبْتُمْ أَنْ تُتْرَكُوا وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاةدُوا مِنْكُمْ﴾ ١ أي: أحسبتم: أن تتركوا فلا تؤمروا بالقتال في الجهاد، ولا تمتحنوا ليظهر الصادق في إيمانه من الكاذب، ويتميّز كل على الانفراد ٢، وقال: ﴿وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ﴾ ٣ أي: لنعاملنّكم معاملة المختبر بأن نأمركم بالقتال والجهاد، حتى يتبيّن الصابر على دينه من غيرم، وتظهر أخباركم للحاضر والباد ٤.
فتنبّهوا- أيّدكم الله-!: فإنكم بهذه الآيات القرآنية المخاطبون، وبالأحاديث المصطفيّة المقصودون، إذ بيدكم الحلّ والعقد، والرعيّة في طوعكم، فكيف بأمرها بالجهاد تبخلون!؟ - وأنتم خلفاء الله في أرضه- فكيف على دينه لا تغيرون!؟، أأمنتم مكر الله- ﴿فَلَا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ﴾ -!؟ ٥، أأتخذتم عند الله عهدًا، فأنتم عليه متوكّلون!؟ ٦، أم تعتقدون: أن كفاركم اليوم لا يقصدونكم بالقتال والجهاد؟، أم تقولون: نحن اشتغلنا اليوم بجهاد أنفسنا ورعيّتنا، (بالخدمة) ٧ على الأولاد؟!.
والنبي- ﵊: إنما بعثه الله مجاهدًا، وفي هذا العرض الأدنى زاهدًا، متقنّعًا باليسير، وهو: يستعدّ لعدوّه الاستعداد الكبير، فإذا لم تقتدوا به فبمن تقتدون؟، وإذا لم تهتدوا به فبمن تهتدون؟، وإذا لم تشمّروا ٨ عن
١ - سورة التوبة / آية ١٦، وتمامها: ﴿وَلَمْ يَتَّخِذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَا رَسُولِهِ وَلَا الْمُؤْمِنِينَ وَلِيجَةً وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ﴾.
٢ - أنظر: القرطبي- "الجامع لأحكام القرآن ": ٨/ ٨٨.
٣ - سورة محمد / آية ٣١، وتمامها: ﴿وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ﴾.
٤ - قال القرطبي: ("ولنبلونّكم" أي: نتعبّدم بالشرائع وإن علمنا عواتب الأمور، وقيل: لنعاملنّكم معاملة المختبرين، ﴿حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ﴾، قال ابن عباس: ﴿حَتَّى نَعْلَمَ﴾، حتى نميّز، وقال علي- ﵁: ﴿حَتَّى نَعْلَمَ﴾، حتى نرى). (الجامع لأحكام القرآن: ١٦/ ٢٥٣).
٥ - سورة الأعراف / آية ٩٩.
٦ - في "ب" (متّكلون).
٧ - ساقطة من "الأصل"، والإضافة من "ب" و"ج" و"د".
٨ - من شمّر ازاره تشميرًا: رفعه، والتشمير في الأمر، السرعة فيه والخفة، ويقال: "شمّر عن
1 / 262