ساقط وأن ظن الناس هو الحق، غاية ما هناك أن القمر يضيء على أهل الأرض، وعلى أهل السماوات والشمس، كذلك أخرج ابن المنذر وأبو الشيخ في العظمة عن الحسن في قوله: ﴿وجعل القمر فيهن نورا وجعل الشمس سراجا﴾ قال: وجوههما في السماء وظهورهما إليكم، وأخرج ابن المنذر عن عكرمة في قوله ﴿وجعل القمر فيهن نورا﴾ قال: إنه يضيء نور القمر فيهن كلهن كما لو كان سبع زجاجات أسفل منها شهاب أضاءت كلهن، فكذلك نور القمر في السماوات كلهن لصفائهن.
قوله: ويقول العلماء: أنه من المحقق أن هذه السيارات مسكونة بحيوانات تشبه الحيوانات التي على أرضنا هذه فيكون كل كوكب منها أرضا مسكونة بالنسبة لحيواناته، وباقي الكواكب سماوات بالنسبة لها * غير صحيح ولا دلالة على صحته البتة؛ لأنه تقدم لنا في النبذة: أن ما غاب عنا من الفلكيات والأرضين لا سبيل لإدراك ما فيهن بالعقل، وإنما يستفاد من طريق الوحي وصاحب الوحي أخبر بأن السماوات أعني الأفلاك عامرة بالملائكة المكرمين منهم الساجد ومنهم الراكع ومنهم ومنهم ... إلخ، ما أخبر ﵊، ولم يخبر بأن الكواكب السيارات أرضين مسكونة بحيوانات كحيواناتنا أشيء جهله رسول الله وعلمه هذا الكاتب؟! إن هذا لمن العجب العجاب أن الشخص إذا نزع منه عرق الإيمان لا يبالي بمناقضته لكلام الله وكلام رسوله ﷺ.
فقوله: ويقول العلماء يعني من هم على شاكلته، وأما علماء المسلمين قاطبة فلا يستطيع أحد منهم أن يتفوه بمثل هذا البهتان.
قوله: والظاهر أن القول بوجود الحيوانات في هذه الكواكب صحيح؛ لأن الله تعالى يقول في كتابه: ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَثَّ فِيهِمَا مِنْ دَابَّةٍ وَهُوَ عَلَى جَمْعِهِمْ إِذَا يَشَاءُ قَدِيرٌ﴾
1 / 69