أجنحة المكر الثلاثة
أجنحة المكر الثلاثة
Daabacaha
دار القلم
Lambarka Daabacaadda
الثامنة
Sanadka Daabacaadda
١٤٢٠ هـ - ٢٠٠٠ م
Goobta Daabacaadda
دمشق
Noocyada
الوحشية المفترسة للإنسانية وفضائلها وكمالاتها، ولا بد أن ينحسر عنه ذلك الوجه المستعار مهما طال أمد المصانعة والرياء والنفاق.
ومن الوجوه المستعارة أيضًا المؤسسات الصحية التي يصدرها المبشرون إلى بعض البلاد الإسلامية، يقول المبشر «موريسون»:
«نحن متفقون بلا ريب على أن الغاية الأساسية من أعمال التنصير بين المرضى، أن ندخلهم أعضاءً عاملين في الكنيسة المسيحية الحية، وتحرص مؤتمرات التبشير على أن تكون توجيهاتها وقراراتها مؤكدة لخطورة استخدام العلاج الطبي في التبشير» .
ومما لا ريب فيه أيضًا أن الطب وجه إنساني مشرق، ولكن الطب متى غدا وسيلة من وسائل التضليل الفكري، وإفساد العقائد الصحيحة التي تدين بها الشعوب الإسلامية، أمسى في الحقيقة وجهًا من وجوه الثعالب الشيطانية، التي تخادع الإنسانية لترمي بها في الجحيم، وتدفعها إلى الشر والإثم والباطل، ومهما طال الأمد فلا بد أن ينحسر ذلك القناع الخادع، ويظهر الوجه الحقيقي اللئيم.
ومن الوجوه المستعارة المساعدات الاقتصادية والمعونات المادية التي تقدمها الدول الاستعمارية الطامعة.
وخليق بالمساعدات والمعونات أن تكون وجهًا إنسانيًا مشرقًا، ولكنها حينما تكون وسيلة للتسلط، أو وسيلة لفرض شروط معينة تتعلق بالكرامة، أو بالسيادة، أو بالعقائد، أو بالأخلاق، أو بكيان الأمة الإسلامية الواحدة، فإنها لا غرو أن تمسي وجهًا متوحشًا مفترسًا، يقدم لفريسته الطعم، لينقض عليها متى دنت منه، ولا بد أن ينحسر القناع، ويظهر الوجه الشره الفراس مهما طال أمد المصانعة والمداراة والنفاق.
ومن الوجوه المستعارة المساعدات العسكرية بالأعتدة الحربية، أو بالرجال، أو بالخبراء والفنيين.
1 / 212