مولده بهجرة إريان من بلاد يريم على مسافة خمسة أيام جنوبا من صنعاء في ذي الحجة سنة 1271 إحدى وسبعين. وأخذ عن القاضي يحيى بن علي بن عبد الله بن علي الإرياني، وعن الشيخ العالم محمد الطائفي الواصل إلى هجرة إريان، وعن القاضي يحيى بن حسن بن قاسم المجاهد الجبلي، وحج في سنة 1294 أربع وتسعين. واستجاز من مفتي الشافعية بمكة السيد أحمد زيني دحلان، ومن السيد سليمان بن محمد بن عبد الرحمن بن سليمان الأهدل الزبيدي، ومن السيد محمد بن أحمد بن عبد الباري الأهدل الزبيدي، والسيد داود بن حجر القديمي الحسيني الزبيدي بعد أن جرت بينه وبين هؤلاء الأعلام مباحثات ومناظرات علمية في زبيد. وقد بلغ في تحقيق فنون العلم مرتبة عالية، ورجح واجتهد، ونظر وحقق، ودقق وانتقد، وبقي مدة بهجرة إريان لنشر الشريعة وإرشاد العامة مع كمال الأهلية والعفة والرأفة بالضعفاء وحسن الأخلاق والتواضع وعدم التكلف. ووفد هو وصنوه العلامة حسين بن عبد الله الإرياني في سنة 1309 تسع وثلاثمائة على الإمام المنصور بالله محمد بن يحيى حميد الدين إلى جبل الأهنوم فقابلهما بالإكرام واستقر لديه مدة، ثم رجعا إلى إريان عن إذن الإمام، ولما بلغه وهو في وطنه إريان تجهيز الإمام المنصور من مقامه للمولى سيف الإسلام أحمد بن قاسم حميد الدين في صفر سنة 1316 ست عشرة إلى همدان وغيرهما من بلاد صنعاء لمقاتلة الأتراك كتب إليه صاحب الترجمة قصيدة عامرة منها:
الله أكبر زال الهم والكدر ... وأصبح الدين موصولا به الظفر
وأصبح اليمن الميمون في فرح ... يهتز كالأرض إن واتى لها المطر
والبيض والسمر في شوق وفي جذل ... مذ أصبحت للحوم العجم تبتدر
جدعا لهم فتية قام الضلال بهم ... سحقا لهم ولأعوان لهم فجروا
قد صار دينهم القانون ما عرفوا ... سواه والشرع عند القوم محتقر
قد كان قبل دخول الروم في صفر ... واليوم تاب وأجلى رجسهم صفر
لله در أناس جاهدوا طمعا ... بالحسنيين وبالمطلوب قد ظفروا
طوبى لهم وهنيئا طاب فعلهم ... هم جاهدوا وإمام الحق قد نصروا
فإنه الآية العظمى التي ادخرت ... للآخرين ونعم الكنز يدخر
يا ابن الذين أتانا في مدائحهم ... نص الرسول وفيه تدرس السور
لما سمعنا بجيش أنت قائده ... يا حبذا الليل وافى وهو معتكر
كادت تطير إلى لقياك أنفسنا ... شوقا لأنك أنت السمع والبصر
إليك يا ابن رسول الله قد وردت ... والماء يخبرنا عن ورده الصدر
إن تقبلوها ففضلا من مكارمكم ... أو لا فمنشؤها في باعه قصر
Bogga 60