وكان علما عاملا ورعا تقيا فاضلا حافظا واعظا، كثير التهجد والصيام لأيام البيض ولعشر ذي الحجة ورجب وشعبان والمحرم، وعين إماما للصلاة بمحراب جامع صنعاء من سنة 1308 ثمان وثلاثمائة فاستمر في ذلك إلى أن مات مع ملازمته للوعظ في الجامع والتدريس في فنون العلم، وأسمع عليه تجويد القرآن الجم الغفير، وكان ولوعا بتقييد الشوارد النافعة، واختصر كتاب العقد النضيد في طرق الأسانيد لشيخه السيد العلامة عبد الكريم بن عبد الله أبو طالب الحسني الروضي، وجمع كتابا في أنساب السادة من ذرية الحسنين باليمن ومات قبل إكماله له، وحرر نبذة في الحوادث التاريخية ببعض أعوام زمنه.
ولما ورد إلى صنعاء سؤال بعض أهل تهامة (هل علي بن أبي طالب كرم الله وجهه كفء لفاطمة الزهراء أو ليس بكفء وإنما تزويجها لضرورة التناسل أو إنما ذلك خاص به) أجاب عن هذا السؤال صاحب الترجمة بجواب طويل جميل استنهض فيه خيل الأدلة ورجلها، ونقل من كتب التفسير المعتمدة ومن الأمهات الست وسائر كتب السنة مالا يحتاج الناظر المنصف بعد الإطلاع عليه إلى مراجعة غيره في ذلك الشأن حتى قال (فكيف لا يكون كفؤا وهو نفس رسول الله صلى الله عليه وسلم بصريح آية المباهلة وكيف يأمر النبي صلى الله عليه وسلم أمته بأن لا ينكحوا إلا الأكفاء ويزوج ابنته بعلي وهو غير كفؤ لها؟ ما هذا إلا خطل من القول وفساد من الكلام، والشمس إن خفيت على ذي مقلة..الخ ).
ولما رجع صاحب الترجمة في صفر سنة 1307سبع إلى صنعاء بعد أن حج لنفسه وزار هنأه شيخه القاضي عبد الملك الآنسي بأبيات منها:
أهلا بصاحبنا الذي ... قد شد أركان العزائم
صنعا بمقدمه غدت ... مسرورة تلقى التمائم
وهنأه العلامة المفضال محمد بن حسن دلال بأبيات منها:
Bogga 55