وفي رسالة من مولانا الإمام أيده الله تاريخها 29 شوال من هذا العام بعد قتل القرشي ما نصه صدورها من القفلة: وقد من الله على المؤمنين إذ رد عنهم الضر، وحماهم من كل شر. وأغلق عن فيضي ومن معه أبواب النصر والثبات، وفتح عليهم ........الخذلان والشتات. فهزم عن شهارة وما حولها، هزيمة بعد هزيمة، حتى بلغت هزيمته ثلوث ظليمة، ثم منها إلى حبور، ثم إلى السودة، ثم إلى الجبل، وبين هذه الهزائم، ما ملأ الأرض وفرشها قتلى وغنائم، حتى ما نقص المأخوذ من البنادق عن أربعة آلاف، ومالا يحيط به العدد من المغانم والأوصاف، وثلاثة من المدافع الكبار، التي جلبوها للأضرار، وأكثر من ثمانمائة أسير. وعند تحرير هذا والحرب عليه في جبل عيال يزيد، والأنصار تابعة له من غير فتور ولا تقصير. وأن علي رضا القرشي عزم بطائفة من جراف خمر تقارب الألف. فألم بهم غربان فهزم بمن فيه من المقادمة. ثم رجع يريد الجراف، فحيل بينه وبينه. وتقحمت عليه وعلى من معه الأجناد فقتلوهم جميعا واستولوا على جميع ما معهم وعلى المدفعين اللذين معهم حتى كانت المدافع خمسة والبنادق إلى الأولى. ولم يبق في الديار الحاشدية إلا في الجراف وهم إلى الهلاك أو الأسر أقرب، فقد قطعوا عن الأرب، وتركهم فيضي ومن معه وهرب. ولقد أذل الله العجم ذلة أتت على الأرواح، وصاحبتهم في مغداهم والمراح، حتى أن خمسمائة منهم صحبوا مائة وخمسين بعيرا تحمل المؤونة وستة آلاف ريال وأرادوا إيصالها إلى السودة قبل انهزام فيضي منها، فالتقاهم بعض من الأكهوم وبني عبد والجبل فأفنوهم قتلا إلا من أسر، واستولوا على جميع ما أجلبوا به. وأمر تولاه الرب، وأعز به العرب. ولقد بعثنا البشارات إلى جميع الجهات، ونعشنا الهمم التي أدركها الممات، وأمرنا الناس بالتحالف على ذوي الغوايات، وضربنا للناس الأمثال التي لم يعتمد عليها أهل العنايات، وألزمنا الناس بالواجبات المالية التي يستند عليها جهاد أعداء رب البرية، من غير تفريط ولا تسهيل، ولا كتم لكثير ولا لقليل، وإنا نحمد الله الذي أرانا وعده، وأعز جنده، وهزم الأتراك وحده. {حتى إذا استيأس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا جاءهم نصرنا فننجي من نشاء ولا يرد بأسنا عن القوم المجرمين}. حرر 29 شوال سنة 1323 ثلاث وعشرين.انتهى.
Bogga 41