ثم أعاد صاحب المنار كلامه عن إصلاح اليمن في الجزء العاشر المطبوع في شهر شوال من هذا العام فقال:
اليمن أجود بلاد العرب بقاعا وأكثرها سكانا، وأعظمها ثروة وخصبا، ولهذا كانت تسمى سابقا قديما العربية السعيدة، إلا أنها محاطة بصحارى رملية منخفضة شديدة الحر قليلة المياه يظن السامع بها أن اليمن كله على هذا النمط، مع أن هذه الصحارى لا تمتد إلى الداخل من السواحل الشرقية والغربية أكثر من خمسين إلى ستين ميلا يجتازها المسافر نحو ثلاثة أو أربعة أيام حيث يرى سلسلة جبال السراة وبلاد شحر وحضرموت وجبال صعدة وصنعاء حيث الوديان الفسيحة المخصبة والسهول المكسوة بالخضرة والجبال ذوات الينابيع الغزيرة، وسكان اليمن أهل نشاط وعمل متوفرون على الزرع والتجارة بقدر ما يتسع لهم المجال، ومع هذا فإن بلادهم مفتقرة إلى إصلاح كثير. وأهم أصول الإصلاح هي:
أولا: أن مياه الأمطار الغزيرة التي تنهمر في اليمن تغور في الرمال وأكثرها يجتمع في مخازن في باطن الأرض على عمق ثلاثة أو أربعة أمتار، فإذا تتبعت مظان هذه المخازن وحفرت فيها الآبار ثم استكثر من الحياض والخزانات جعلت السقيا عامة وتحولت تلك الصحارى إلى جنات حافلة بالزرع والضرع..إلخ.
الثاني: تقسيم اليمن إلى ثلاث ولايات: صنعاء، وعسير، وتعز..إلخ.
الثالث: إصلاح مرفأ الحديدة. إلى آخر كلامه في ذلك.
Bogga 159