واستاقه ألم لو كان ذا علم ... لاندك منه عظام الصخر والحجر
فإن يكن فاضلا جاء البشير بما ... يسره خبرا من أطيب الخبر
فأنبت منطقه وانحت رونقه ... وانهل مفرقه بالماء كالمطر
هناك ينسى من الآلام أعظمها ... وإن يكن عاطلا بالنار والشرر
وأخرجت روحه بعد أن صبغت ... من جسمه صفرة من أعظم الصفر
وأوحش الأهل بعد الأنس فاجتمعوا ... كل يريد له حملا على السرر
يا أيها الرجل المغرور في أمل ... لا تعد قدرك إن الموت في الأثر
ستتركن إلى وقت تكون به ... دنياك أحسن ما كانت من الصور
أما رأيت الأولى بادوا وقد جمعوا ... فيها جبالا من الياقوت والدرر
فقدم الخير قبل الموت معتبرا ... ففي الذين تقضوا أي معتبر
قد أبدلوا الترب بالديباج واقتتلت ... فيهم هوام على الهامات والبشر
هذا مصير بني الدنيا وإن عمروا ... فيها وألهتهم معشوقة النظر
ترى منازل أقوام عرفتهم ... في ظل عيش رخي غير ذي كدر
صاحت بهم نائبات الدهر فانقلبوا ... إلى القبور فهم في أضيق الحفر
هل أنت منزجر هل أنت مصطبر ... هل أنت معتبر فالدهر ذو عبر
أرواحهم سلبت أزواجهم نكحت ... أموالهم قسمت لم يبق من خبر
أما ترى شرف الإسلام واسطة ... الزهاد قد قطع الأيام في العمر
صاروا به فوق نعش لا يجيب ندا ... وقد شرى جوده الأعناق بالبدر بكته كل رمال كان واطئها ... حتى الأرامل تبكيه على المدر
Bogga 142