ولما كانت دعوة مولانا إمام العصر أيده الله في سنة 1322اثنتين وعشرين كان ممن سارع إلى إجابته فأمره بالنفوذ من خولان لجهاد من في بلاد آنس من الأتراك. فسار في نحو ثلاثة آلاف مقاتل من خولان وغيرها. وكانت بينه وبين من في مراكز تلك البلاد من الأتراك وأعوانهم المعارك العديدة. وهو المراد بقولنا في ذيل البسامة:
والبدر عز الهدى الكبسي كان له ... في آنس أي حرب جزله الشرر
حتى تم له الاستيلاء على بعضهم وفر بعضهم عن تلك المراكز، ثم سار إلى بلاد عتمة فاستولى عليها بعد حروب، وأوصل مشايخها ورهائنهم إلى حضرة الإمام وهو بصنعاء بعد فتحها سنة 1323 ثلاث وعشرين، وأقام بصنعاء إلى عقيب خروج الإمام عنها، ثم سار إلى وطنه. وقد حاول المشير أحمد فيضي دخوله صنعاء وقيامه بوظيفة مع الأتراك فامتنع عن الإسعاد وعاهد الله على استمراره في مناصرة الإمام ومباينة الأتراك حتى الممات. ولما جد الأتراك في طلب وصوله إلى صنعاء عزم على الانتقال بأهله وعائلته من وطنه الكبس إلى راعد في بلاد بني ضبيان من مشارق خولان الطيال، فعرض له في خلال ذلك المرض ومات في داره بالكبس. وقد كانت الأتراك خرجت من صنعاء مع سعيد باشا نحو بلاد خولان فبلغهم وهم بقرية سيان من بلاد سنحان خبر وفاته فارتاب سعيد باشا في صحة ذلك وأرسل من يعتمده للبحث عن الحقيقة حتى تحقق صحة وفاته في شهر صفر سنة 1324 أربع وعشرين وثلاثمائة وألف عن سبع وخمسين سنة من مولده رحمه الله.
رحم الإله محمدا
وقد رثاه مولانا إمام العصر المتوكل على الله يحيى أيده الله بهذه القصيدة العامرة:
رزء يخص جميع آل محمد ... ويعم كل مهلل وموحد
تنهد منه الشم والأفلاك تر ... سو والملائك في سرور عن يد كم قادح قد جاءنا فنؤمه ... بعزيمة تفري صميم الجلمد
Bogga 111