14

Ahzan Cazif Kaman

أحزان عازف الكمان

Noocyada

قال وهو يلتفت يائسا: والعقارب أيضا؟

قلت ضاحكا: العقارب تموت بسمها. لماذا تشغل نفسك بها؟

رفع يده إلى عينيه كأنه يخفي رؤية مباغتة ثم ناجى نفسه: قل ما شئت، واجه وحش الغاب وروضه إذا شئت. أما أنا فعجزت، أما أنا فعجزت.

بدأ صدره يهتز بشدة. اقتربت منه وربت على ظهره وهمست: من سيواجههم غيرك أنت وصحبك؟ من يردعهم؟ من يصلحهم أو يهديهم للحق؟ قال وهو يضع يده على عينيه: يهديهم جيل آت في زمن آت. أما أنا فعجزت.

مد ذراعه ولمس صدري. مسح بكفه على رأسي وتمتم: قد تنجح أنت وجيلك حيث فشلت. دعني يرحمك الله.

قلت وأنا أمد يدي بحثا عن يده: وإلى أين؟

احتضنني فجأة فسقط النعل المصفر المتآكل على الأرض. شعرت بارتجاج صدره على صدري وهو يقول: من الجحيم إلى الجحيم. عد يا ولدي. عد.

همست وأنا أشدد قبضتي على ذراعيه: وأنت يا شيخي الطيب؟ قال وهو ينحني ليأخذ نعليه: ربما أعود يوما.

قلت: متى يا شيخ؟

قال مبتسما: عندما ترجع روحي إليكم.

Bog aan la aqoon